لو دققت النظر ستدرك أن كل مجتمع فى مصر اخترع نوعًا يناسبه من الغناء بفطرة حادة الذكاء، عرفت أن خصوصية الشجن والحب والخيانة تختلف حسب ظروف الزمان والمكان وتقاليدهما، وفى مسافة متفردة يجلس "أحمد عطا الله" ليجعل للذكريات طعمًا وقيمة بعبقريته فى برنامج "مصر بتغنى" على التليفزيون المصرى؛ سامحه الله، لأنه أعاد لنا ذلك الشعور بالحنين للموطن الأول والطرب الذى يداوى سؤالات الروح العفية والقلب الطائش، وقد وقع الصديق "عطا الله" على الكنز الدفين فى وجدان المصريين المحتمين بالغناء حين يفرحون أو عندما يداهمهم حزن الفراق، كنز يتطور وتتوارثه أجيال جديدة تفرز دائمًا نجومها وأساطيرها الخاصة، من أغانى الصيادين شمالًا والسمسمية شرقًا وصولًا إلى فن الواو والسيرة الهلالية جنوبًا وبينهما كثير من الإنشاد الشجى وقصص العشق المؤلمة أحيانًا والفاشلة دائمًا..