تخيل في سنة 2013 عندما كان محمد صلاح لاعبًا في بازل، وقال أحدهم "في يوم من الأيام اللاعيب ده هيكون واحد من أفضل لاعيبة العالم؟!" أكيد هيتقال عليه مجنون!
اليوم وبعد مرور أكثر من 10 سنين على بداية مشوار صلاح الاحترافي، أصبح بالفعل واحدًا من أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي، وكذلك أحد أفضل لاعبى ليفربول والدوري الإنجليزي على الإطلاق!
محمد صلاح تحول لأيقونة نادى ليفربول في سادس موسم مع الفريق وبالتحديد منذ 2017 عندما انضم من روما الإيطالى، في وقت كانت أكبر طموحاتنا وقتها أن يكون أساسيًا مع الريدز ويشارك باستمرار في الدورى الإنجليزى ودورى الأبطال، مع الحلم بأن يحقق لقب كأس أو ينافس على لقب الدورى كل عدة مواسم كما اعتدنا من ليفربول خلال الـ30 عامًا التي سبقت انتقاله إلى أنفيلد.
صلاح حاليًا وبعد 5 مواسم فقط، حقق المستحيل حرفيًا، الآن هو منافس أساسي على كل الألقاب الفردية والجماعية منذ 2017 وحتى الآن مع التراجع الكبير في مستوى الفريق بشكل عام، لكن صلاح ظل ثابتا على مستواه رغم اتهامه بالتراجع في الفترة الأخيرة.
لكن وسط تلك الاتهامات، بالتدقيق في أرقام صلاح نجده حاليًا وصل إلى 20 هدف مع ليفربول في كل المسابقات قبل شهرين على نهاية الموسم ليكمل على نفس مستواه بتسجيل 20 هدف على الأقل كل موسم منذ انتقاله للريدز.
وخلال تلك الفترة، حقق الدورى الغائب عن النادى منذ 1990 وكذلك دوري الأبطال لأول مرة بعد غياب 14 عامًا، بالإضافة إلى كاس عالم للأندية، مع عشرات الجوائز الرفيعة التي لم نحلم يومًا أن يحققها لاعب على مستوى الوطن العربى بأكمله، وليس مصر فقط، ما بين أفضل لاعب في ليفربول والدوري الإنجليزي والهداف في أكثر من شهر وموسم ومن أكثر من جهة مانحة لتلك الجوائز.
محمد صلاح هداف دوري أبطال أوروبا حاليًا وفريقه على أعتاب الخروج بعد الخسارة الثقيلة من ريال مدريد 5-2 على أنفيلد في ذهاب دور الـ16، ولازال متواجدا في المنافسة على جائزة هداف الدورى رغم تراجع ليفربول الكبير، وهو ما يؤكد جودة الملك الذى وصف بأنه ظاهرة الموسم الواحد بعد أدائه الخرافي في 2018 وتسجيل 44 هدفا وقتها.
صلاح كل موسم كان يثبت للجميع أنه أحد أفضل لاعبى العالم، ولو كان هناك إنصاف في موسم 2017/2018 فهو بالفعل كان أفضل لاعب في العالم هذا الموسم بعد قيادة الفراعنة لأول كأس عالم منذ 1990 وكذلك قيادة ليفربول لنهائى دورى الأبطال لأول مرة منذ 2007 وتسجيل 44 هدفًا في كل المسابقات.
صلاح حاليا في موقف لا يحسد عليه، بعد تراجع ليفربول وكلوب وتواضع أداء الفريق في سوق الانتقالات، هل يكمل لنهاية عقده في 2025 ويكون وصل وقتها لـ33 سنة، أم يغادر بعدما ارتبط اسمه في الفترة الأخيرة بباريس سان جيرمان وبرشلونة.
أيًا كان قرار صلاح، بنسبة 99% سيكون صحيحا، لأنه في الـ10 سنوات الأخيرة قدم لنا دروس كبيرة جدا في التطور، وهو ما ظهر في مسيرته الملحمية في أوروبا المدروسة بعناية مع توفيق من الله.
البداية مع فريق في سويسرا المشهورة بالأموال والشيكولاتة، لكن قرار صلاح كان موفقا بالانتقال إلى بازل، ذلك الفريق الكبير في بلاده والمتواجد بشكل شبه دائم في دوري الأبطال، بجانب كرته الهجومية والتي ساعدت على لمعان صلاح سريعا.
بعد بازل كانت محطة تشيلسي التي أعتقد أنها أضافت الكثير لصلاح على المستوى التسويقى بجانب تجديد الدوافع وعدم الاكتفاء باللعب لأحد أكبر الأندية في أوروبا، لكنه كره الدكة وقرر الرجوع خطوات للخلف والذهاب إلى إيطاليا ليظهر بعدها التطور الرهيب في أدائه مع فيورنتينا وروما وكانت النتيجة المنطقية هي توهجه بهذا الشكل بعد انتقاله إلى فريق بتاريخ ليفربول ومدرب بحجم كلوب وزملاء أمقال ماني وفيرمينو وأرنولد.
وأيًا كانت نتيجة الموسم الحالي المتواضع لفريق ليفربول.. فمحمد صلاح سيظل الملك المصري الذى أجبر الجميع على احترامه والاحتفال بنا كمصريين في أي مكان خارج الحدود، ولازال لديه الكثير سواء في أنفيلد أو أي مكان آخر رغم تخطى سن الـ30... والأيام ستثبت ذلك إن شاء الله.