تختلف معاييرنا في انتقاء واختيار الأصدقاء، فالبعض يصطفي أصدقاءه بناءً على مواقف أو "عشرة" سنوات طويلة، وبعضنا ينتقيهم من داخل عمل أو دراسة، والبعض يكتسبهم من دائرة العلاقات، وصفة "الاكتساب" في الأخيرة كونها امتدادا لعلاقة صداقة مستمرة بالفعل، فكلنا اكتسبنا أصدقاء من دائرة علاقات موجودة بالفعل ولكن مع اختلاف تلك الاختيارات.
بالنسبة لي أمتلك بعض المعايير التي بناء عليها انتقي واكتسب أصدقائي، ولكنني أضفت عليها مؤخراً معيار أعتبره الأهم وهو "صديق الصديق صديق"، كنت في البداية وللوهلة الأولى أعتقد أنى لا أستطيع أن أتعامل مع أشخاص بعينهم ولا اتخيلهم أن يكونوا من المقربين لي، ولكن مع الوقت تغيرت تلك الاعتقادات وبات هؤلاء الأشخاص من المقربين بشدة.
أثبتت التجارب والأيام أن أصدقاء أصدقائي هم بالفعل أصدقائي، لأنني بناء على حبي وثقتي في أصدقائي وفى نواياهم الطيبة فهم بالفعل أهل ثقة في اختياراتهم الأخرى، فمؤخراً بت أتعامل مع الأشخاص الذين يحبونهم المقربين لي بنفس تعاملهم، وسرعان ما تضاعفت الدائرة وأصبحت في بقعة مليئة بالأحباب والمقربين.
بعيدا عن النبرة التشاؤمية التي تحذر دائما من الاطمئنان الزائد للناس، سردت في مقالى الأصدقاء الذين أعتقد وأرغب في صدق حبهم، غير ملتفت للآخرين من الذين يظهرون لنا عكس ما في داخلهم، وقررت أن أغوص مطمئنا في الحياة الوردية التي نأمل جميعا في تحقيقها وهي العيش بسلام وسط أناس يرغبون في راحتنا ويكنون لنا كل الحب كما يرغبون فيه لأنفسهم.