قالوا قديما "إنّ في الدّنيا جنّة.. من لم يدخلها لم يدخل جنّة الآخرة"، وجنة الدنيا بالنسبة لى كانت أمى – طيب الله ثراها – وبرحيلها رحلت معها حلاوة الدنيا ولم تبقى سوى مرارتها، فكانت أمى الخير الدائم والسعادة المطلقة، وبالفعل يستشعر الإنسان الحديث النبوى "الجنة تحت أقدام الأمهات" بعد رحيل أمه، فمن كانت له "أم" فعليه ببرها قبل فوات الآوان، لأن بعد رحيلها لن ينفع الندم – حفظ الله أمهاتكم من كل مكروه وسوء.
هذا وقد مر عامين على رحيل شهداء حادث الكريمات وعلى رأسهم الغالية "أمى" – طيب الله ثراهم – ذلك الحادث الذى نتج اصطدام سيارتين خلف وراءه صدمة نتج عنها أثارا نفسية لا يعلم مداها إلا الله إلى وقتنا هذا، حيث رحل من أهلى 11 شخصا بينهم أمى وخالى وخالتى وزوجة خالى وغيرهم، تغيرت خلالها الدنيا بكل ما فيها، فلم يعُد هناك طعم ولا لون لأى شيء، فلا يسعنى إلا أن أسأل الله لهم المغفرة والفردوس الأعلى من الجنة، وأن أردد هذا الكلمات التي دونتها عن "أمى" بعد الحادث المفجع.
في ذكرى رحيلها.. "أمى كانت كالطفلة"
كانت كالطفلة تفرح بقدوم عيد الأم لتختار هديتها
كانت كالطفلة تنتظر شهر رمضان بأغانيه وتصنع زينته بيدها
كانت كالطفلة تنتظر قدوم العيدين، وما أدراك خبيز يدها
كانت كالطفلة فى فرحها وحزنها وفى بكائها وضحكتها
كانت كالطفلة فى شجارها وخصامها ورسمتها وبهجتها
كانت كالطفلة فى حنيتها وقسوتها، وما أدراك ما ابتسامتها
كانت كالطفلة تفتخر بحسبها ونسبها، وجمال أمها وجدتها
كانت كالطفلة لا تعرف إلا الخير لمن حولها وصُحبتها
كانت كالطفلة تطرق كل أبواب الخير، ما أطيب سيرتها
كانت كالطفلة تنظر للقمر وتدعو الله رافعـــة يـــــــدها
أن يرزقها الفردوس الأعلى * فأجاب الله دعوتها