10 أيام تفصلنا عن مبادرة عظيمة أطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، تحت اسم "كتف فى كتف"، وهى مبادرة تستهدف تعبئة وتوزيع أكثر من 4 ملايين كرتونة أو صندوق غذائي، بهدف ستر أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر كامل، وذلك هو الهدف العظيم الذى ترجوه المبادرة، وهو هدف يعبر عن فلسفة عامة تكونت فى العشر سنوات الأخيرة، جوهرها الأساسى أن نساعد كافة المواطنين بتجرد تام، دون البحث عن مصلحة سياسية أو شعبوية، ولذلك فإن الهدف الحقيقى هو ستر الناس فى ظل ما يحدث من تطورات اقتصادية أكبر من موازنة أي دولة، ولنا أن نبحث عالميا عن الاقتصاديات العالمية المتأثرة بما يحدث فى روسيا وأوكرانيا، وقبلها ما حدث فى العالم نتيجة فيروس كورونا، وكل تلك الأزمات المتلاحقة ساهمت بشكل سلبى فى تقليل برامج الحماية الاجتماعية، غير أن مصر رأت أن الواجب الواقعى للدولة هو أن تضاعف ميزانيتها فى برامج الحماية الاجتماعية، حتى يمر الناس بأقل الأضرار الممكنة، فى مرحلة صعبة على الجميع بلا استثناء.
ولنا أن نتخيل جميعا فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التى مر عليها عام، ولا يعلم أى جهاز فى العالم أو أي رئيس دولة متى تنتهى تلك الحرب، وما هى النتيجة النهائية لها، إذا لم يكن هناك تحالفا وطنيا مصريا جامعا للعمل الأهلى التنموى فى مصر، والذى خرج للنور قبل عام أيضا، كان الجميع يردد حينها بأن الأزمة الروسية الأوكرانية ستنتهي فى غضون أسابيع، والإجابة المنطقية لذلك السؤال والاستفسار، هو أننا يجب أن نحمد الله ونشكره شكرا كثيرا على وسائل الاستبصار التى كانت موجودة لدى صانع القرار فى ذلك الوقت، و منحة البصيرة التى ساعدته على اطلاق ذلك التحالف، وتلك المبادرات المتواصلة، التى تستهدف التطبيق العملى والواقعى والحقيقى لمعنى جبر الخواطر والتكافل الاجتماعي.
ولأن مبادرة كتف فى كتف هى مبادرة وطنية عظيمة للغاية، تجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، على عكس ما كان يتم قبل عام 2010، حيث كان أهل الشر يستغلون غياب الحكومة فى بسط سيطرتهم، وكان ذلك المدخل الرئيسي لاستغلال الناس، عبر تقديم المساعدات لهم، وتصدير قيادات تلك الجماعة لأنفسهم بأنهم أهل البر والتقوى، ثم استخدام ذلك فى أي انتخابات، عبر الدفع بعناصرهم كممثلين للبر والخير، وهو الأمر الذى تكشف بعد ذلك بأنهم جماعة تبحث عن مصلحتها فقط، ويريدون مصلحتهم فقط، لذلك كان ملف جبر الخواطر فى الجمهورية الجديدة، ملفا مختلفا للغاية، يقوم على شراكة حقيقية بين أجهزة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، فى حركة مستمرة طوال العام، والاعتماد على تقديم مساعدات حقيقية تتماشى مع قاعدة بيانات واضحة، تجعل المستفيد من الخدمات هو الشخص الذى يستحق بالفعل الخدمة، واختفى مع الوقت الاكلشيه القديم الذى كان يقول أن هناك شخصا يتلقى أكثر من مساعدة، فى حين لا يتلقى جاره أي مساعدة، فتم انشاء قاعدة بيانات حقيقية للمستفيدين، بل تم تطوير الخدمات بشكل نوعى يتواكب مع تلك القاعدة الجديدة، والتى تم بنائها اعتمادا على معلومات توفرت فى أكثر من 25 ألف جمعية قاعدية، وأكثر من 30 كيان ومؤسسة كبيرة فى مصر.
أيضا يجب الاشارة إلى أن مبادرة كتف فى كتف، هى إحدى المبادرات العظيمة للتحالف الوطنى للعمل الأهلى، الذى يمر عليه فى هذا الشهر عام على تأسيسه، لذلك فإن المبادرة لديها زخم كبير سيكون المستفيد منها أولا وأخيرا المواطن البسيط، من جملة عدد مواطنين يصل لأكثر من 20 مليون مواطن مصرى، وهو حصيلة ضرب 4 ملايين كرتونة فى 5 أفراد قوام كل أسرة.