يحتفل الجميع باليوم العالمي للمرأة، فالعالم بلا امرأة كحديقة بلا أزهار، كالشمس بلا أشعة، فهي مكونة المجتمع، و"وتد البيت" وعموده، والرحمة والمودة.
"المرأة" تكون كالوردة إن أحبت بصدق نَجدها تكبر وتنمو وينتشر عبيرها لمن حولها، وإن كرهت تجد العبير يتحول إلى أشواك تؤذي نفسها قبل أن تؤذي من حولها.
"المرأة" تُعطي وتُخلص العطاء، فمن الممكن أن تشعل أصابعها العشرة للرجل شموعا، إذا شعرت أن شخصا يستحق أن تحرق أصابعها من أجله، ولا يكفيها إحراق الأصابع، بل تحرق عمرها من أجله.
"استوصوا بالنساء خيرا"، كما أوصاكم رسولكم الكريم، وأعلموا أنهن لغز مفتاحه كلمة واحدة، هي "الحب"، فمتى أحبت النساء حباً صادقا تهذبت وسمتْ، واستحال عليها أن تتصور نفسها ملْكا لغير الرجل الذي تحب، فلا المال ولا العواطف ولا أروع مفاتن الترف يمكن أن تؤثر فيها وتدفعها إلى خيانة حبيبها، وعندما تكره النساء رجلاً لدرجة الموت فاعلموا أنها كانت تحبه لدرجة الموت.
يختبر الذهب بالنار وتختبر النساء بالذهب ويختبر الرجل بالنساء، فأخلصوا لمن تحبوا و"لا تنسوا الفضل بينكم"، واصنعوا لأنفسكم أوقاتا سعيدة، وأعلموا أن هناك شيء لا يُباع ولا يُشترى، لا يُوهب ولا يُستعار، لم يبلغ إنسان ما الغنى ما جعله يسيطر عليه، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقده، ألا وهو "الحب".
والمرأة هي أكبر مربية للرجل، فالأم تعلم ابنها الفضائل الجميلة، وأدب السلوك، ورقة الشعور، هي "وتد البيت"، تستيقظ فجرًا، تجهز الأكل للزوج والأبناء، وتذهب بعدها لعملها، ثم تعود مرة أخرى للمنزل، لاستكمال أعمالها المنزلية، لا تهدأ ولا تتوقف، حتى يداهمها النوم.
بمحبة شديدة، تُفني المرأة جزءً كبيراً من حياتها في خدمة من حولها، وابتسامة الرضا ترتسم على وجهها، فسعادتها أن ترى السعادة على الوجوه، فتحية للمرأة في يومها العالمي.