اليوم هو يوم المرأة العالمى، العالم يعج بكثير من التفاصيل والاحتفالات بهذا اليوم احتفاءً بنصف سكان الكرة الأرضية وهن النساء، فمارس هو شهر المرأة، وكل يوم تثبت فيه النساء أنهن قادرات على التحدى واجتياز الصعب هو عيد لهن، ففى كل بيت سيدة قادرة على منح الوطن أطفالا يعرفون معنى المسؤولية والانتماء، عيد مع كل صباح تمنح أطفالها قيما وتربيهم تربية سليمة، فكل عام ونساء مصر بخير ودام عطاؤهن ودامت بسمتهن مع كل بزوغ خيط شمس.
مارس هو هذا الشهر الذى أحبه الله والسلطان فتمرد، هو هذا الطفل المتمرد المشاغب، فاسمه مرادف للحرب "مارس" حيث تم تسميته على اسم إله الحرب الرومانى ماريتيوس "Maritius"، فكان الرومان يعتقدون أنه يجلب الحظ لهم لبدء الحروب خلال هذا الشهر.
وفى الأساطير القديمة عرف مارس باسم "آذار" إله الحب الذى يحمل تفاصيل أسطورة "عشتار" حبيبته، تلك الفتاة التى كانت تحب شخصا يسمى "آذار"، ثم ماتت ونزلت إلى الأرض السفلية وعقدت اتفاقية من أجل خروجها فى مقابل أن تسلم حبيبها بدلاً منها، فوافق لأنه كان يحبها ويعشقها، ومن بعدها أصبح إله الموت، وتحكى الأسطورة أنه بعد نزولها غضبت الآلهة عليها، وعلقتها بين السماء والأرض، لتصبح بعد ذلك كوكب الزهرة، ورمزا للأنوثة والخصوبة والخيانة كما أصبحت أيضا مكروهة جداً، ويعرفها العرب بالزهرة والفينيقيون بـ "إنانه" وعند الإغريق بـ "عشتار".
مارس شهر التناقضات ففيه الحب والحرب والثورة، فى مصر شهر مارس يحمل كثيرا من التفاصيل ما بين الحرب والحب، فهو شهر شهد الثورة والإضرابات، ما بين الذكرى الوفاء والألم، اغتيال ومذابح، تنحى ودستور، وعيد أم ، ووفاة العندليب ويوم الشهيد.
فارقنا فى هذا الشهر العندليب عبدالحليم حافظ يوم 30مارس 1977، وفيه ذكرى ميلاد فنان الشعب سيد درويش يوم 17 مارس 1892 ومحمد عبدالوهاب، وذكرى وفاة الملك فاروق ملك مصر يوم 18 مارس عام1965، وفى هذا الشهر يوم الشهيد 9 مارس، ويوم الطبيب 18 مارس.
يوم 3 مارس عام 1956 حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب، ويوم 1 مارس عام2000، تم تطبيق قانون الأحوال الشخصية الجديد فى مصر، وتحتفل مصر فى يوم 16 مارس بيوم المرأة المصرية، وعيد ست الحبايب 21 مارس.
شهر مارس حمل لمصر حواديت كثيرة يرويها التاريخ بفخر واعتزاز فى أعوام متفاوتة، بدأ بمذبحة القلعة، حيث تألق "مارس" إله الموت فرسم ببراعة ملامح أكثر المذابح فظاعة وهى مذبحة القلعة يوم 2 مارس عام 1811، والتي قضى فيها محمد على والى مصر على المماليك، لأنهم مثلوا خطرًا حقيقيًا هدد بوقوع حرب أهلية.
وفى يوم 5 مارس 1798 ، صدر قرار من الحكومة الفرنسية بحملة نابليون بونابرت لغزو مصر، وبعد عامين فى 20 مارس 1800، اهتزت الحوارى فى القاهرة وأزقتها لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً، وإطلاق ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية.
أما فى يوم 31 مارس من عام 1801 ، كان بداية معركة أبو قير البحرية وهزم الفرنسيون على يد الإنجليز، وفى يوم 31 مارس 1807 كانت معركة رشيد التى حسمت للرشايدة.
وفى يوم 9 مارس عام 1919، كانت بداية ثورة 1919، وبعد 8 أيام من انطلاقها أثبت نساء مصر بقيادة هدى شعراوى أنهن قادرات على حمل هموم الوطن والمشاركة فى حماية أراضيه، والقيام بأكبر مظاهرة نسائية لأول مرة يوم 16 مارس 1919، وهو اليوم الذى تحتفل به مصر كـ يوم للمرأة المصرية.
الشارع المصرى لن ينسى أزمة مارس 1954، التى مضى عليها أكثر من نصف قرن، وتم فيها إجراء انتخابات حرة، وجاءت بممثلى الشعب فى مجلس نيابى دستورى لاستئناف الكفاح المسلح فى القناة ضد الاحتلال الإنجليزى، وتحرير الاقتصاد والثقافة من قبضة الاستعمار الأنجلوـ أمريكى، ليخرج عشرات الألوف من أبناء الشعب المصرى فى مظاهرات وطنية تحت شعار "الأمة مصدر السلطات".
وفى يوم 23 مارس 1964، اعتمد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، دستورا جديدا لمصر، وفى (مارس) 1979، تم التوقيع الرسمى بين مناحيم بيجن والرئيس محمد أنور السادات، على معاهدة كامب ديفيد للسلام مع مصر، بأغلبية 59 صوتاً من البرلمان الإسرائيلى.
أما فى يوم 2 مارس عام 2005 وافقت اللجنة البرلمانية للحزب الوطنى الديمقراطى بالإجماع، على مبادرة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من أجل تعديل المادة 76 من الدستور المصرى، لتنص على انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الحر السرى المباشر.