مات حسين الحلاج، وأحرقت جثته بمنتهى القسوة فى مارس، رغم أن الأفلاك تقول أنه شهر الحالمين والمتسامحين والمانحين، لكننا نحب الرجل الذى علمنا أن "الناس موتى وأهل الحب أحياء"، ونحب مارس أيضًا لأنه يأتى بلمسة شاعرية من يوم المرأة وعيد الأم وبقية المناسبات الهامة، مع الأخذ في الاعتبار أنه بداية الدفء ونهاية تجمد الأطراف وشجن القلوب حيث لا يأسف أحد على فبراير الذى لم يكن محبوبًا حتى لو تنازل عن يومين، ويظل مارس في الوجدان سفيرًا للأمل لأنه يلخص قصة الحياة والموجودات: شيء يموت وآخر يولد، شتاء يرحل بشجونه وبوادر ربيع تتفتح فيه الأزهار وتزدهر عنده قصص العشق المؤجلة، أعرف كثيرون يتمنون أن يظل العام كله مارس حتى لو انتهى بهم الأمر مثل الحلاج..