لا ينكر أحد أن قصة محمد صلاح ابن نجريج القرية المصرية البسيطة تحول من لاعب كرة عادي إلى نموذج كفاح وقصة مقاتل مليئة بالصعود والهبوط والاخفاق والنجاح، فمنذ أن قرر الانتقال من نادي المقاولون العرب إلى ساحة الكرة والأضواء العالمية بكبرى أندية أوروبا لم يكن الطريق مفروش أمامه بالورود.
اعتقدت مثل كثيرين غيري أن محمد صلاح بعد أن تخطى مرحلة بازل السويسري، والتحق بتشيلسي، سرعان ما سيخرج عن الطريق ولن يستطيع تحمل الضغوط ولا القيود الصارمة في أوروبا، ليعود لمصر ويلتحق بأحد كبار الأندية بالدوري، ويقال فيه الشعر الزائف، ولكن محمد صلاح الشاب المصري بعد أن تعطل مسار رحلته فى تشيلسي لم يفقد الأمل واتجه للدوري الإيطالي.
بدأ محمد صلاح الطريق من أوله من جديد، معارا للدوري الإيطالي، ليلتحق بفريق فيورنتينا، ونجح في إثبات قدراته، ثم تتجه الأنظار حوله مرة أخرى بعد أن انتقل لروما، ونتيجة للتألق اللافت لصلاح في موسمه الأخير مع روما، عاد صلاح إلى أشهر دوريات أوروبا البريميرليج ليبدأ معهم رحلة تحطيم الأرقام القياسية وتسجيل الأرقام التاريخية.
منذ أن وطأ محمد صلاح بقدميه في ملعب آنفيلد وكأن روحه التصقت بجماهير ليفربول الذين تغنوا باسمه، ولأول مرة نجد المدرجات تتغنى باسم شاب مصري، وأصبح "مو صلاح" أيقونة ليفربول، وتوالت نجاحاته مع الفريق الأحمر، ليكتب تاريخ من المفترض أن يبدأ توثيقه من محطة قطار نجريج بمحافظة الغربية، متجها إلى القاهرة للالتحاق بتدريبات المقاولون العرب ثم بازل السوري ثم تشيلسي وعودة لفيورنتينا وروما، ووصولا لمحطة ليفربول التي تتلألأ فيها الأضواء بالكثير من الأرقام حتى أصبحنا أمام حقيقة هداف الريدز التاريخي بالدوري الانجليزي.
ولك أن تصدق الآن أن الملك المصري محمد صلاح، بعد أن رفع رصيده من الأهداف مع ليفربول في البريميرليج إلى 129 أصبح الأكثر تسجيلا للفريق الأحمر في البطولة عبر تاريخه، ووفقا لعدد أهداف الأساطير "السابقين" لليفربول في البريميرليج، كان روبي فاولر الهداف التاريخي للفريق برصيد 128 هدفا.
وأحرز الفرعون المصري 102 هدف بقدمه اليسرى، و20 هدفا بالقدم اليمنى و7 أهداف بواسطة الرأس، وبحسب الأماكن فقد تمكن صلاح من تسجيل 121 هدفا من داخل منطقة الجزاء، منها 18 هدفا من نقطة الجزاء، و8 من خارجها.
رحلة الفرعون المصري التي بدأت من رحلة قطار نجريج والتي وصلت إلى العالمية في ليفربول الانجليزي وما زالت مستمرة، بمثابة قصة صعود تحتاج إلى مزيد من التأمل لشاب مصري كافح حتى وصل للعالمية، ومستمر في تحطيم الأرقام القياسية آخرها هداف ليفربول التاريخي وما زالت رحلة القطار.