في التاسع من مارس من كل عام نحتفل جميعنا قيادة وشعباً بيوم الشهيد ، الذى أرتبط تاريخة بأستشهاد الفريق عبد المنعم رياض علي الجبهة ، مدافعاً عن الوطن ، ومن منا لم يفقد شهيد من قريب ، فكل بيت مصرى لديه قصة يرويها عن أحد الشهداء من عائلتة ، ويحكي بفخر حتي وأن رجع بالتاريخ لعام 1948 ، فنجد الأب يحكي بكل فخر لأبنائة عن جدهم الذى أستشهد في هذه الحرب أو حروب 1967 ونصر1973 فنحن نحارب من أجل النصر أو الشهادة فمن نال الشهادة فرح بها فرحة تعادل فرحة النصر ، هنا تعمل " العقيدة " والتي أُخذت من" العقد "وهو الشد والربط بقوة ، وهي الإيمان واليقين الجازم الذى لا يتطرق إليه شك لدى معتقده ، كان لي شرف أن أكون أحد الدارسين بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ، حيث العلم و المعرفة في العلوم السياسية و العسكرية ، ومنها مناهج دراسية لقادة من الجيش والسياسيين والأكاديميين ، جميعها محاضرات تهذب العقل و الوجدان ، ولا أنسي أبداً روح العزيمة والإصرار التي يتحلي بها القادة العسكريين ووصفهم للبطولات و المعارك التي يخوضها الجيش دائماً من أجل حماية هذا الوطن ، وأن كل من ينتمي لهذه المؤسسة الحامية لوطننا وهي المؤسسة العسكرية ، مستعد دائماً أن يقدم روحه فداء للأرض والعرض " للوطن" ، جميعهم يعملون وصدورهم علي الرحب والسعة لنيل الشهادة ، ونحنُ أيضاً المدنيين كلُ منا يعمل في مكانة فهو في ساحة المعركة ، معركة محاربة الفساد وتطبيق العدالة والعمل بجد من أجل حُب هذا الوطن ومن أجل العقيدة التي تربينا عليها وكبرت وترعرعت بداخلنا لا تقبل نقاش و لا تغيير ، فكلنا جنود ، منذ أن كنت طفلة في عقدى الأول بل أن عمرى كان لا يتخطي الست سنوات ، أستيقظ مبكراً وأرتدى زى موحد ، يشبه البدلة العسكرية في لونها الذى يشبه لون الأرض وفي تفاصيلها التي تجسد النطام والعمل ، وأذهب إلي المدرسة مهرولة مُسرعة قبل أن يبدأ طابور الصباح لأستمع إلي الإذاعة المدرسية والأناشيد الوطنية بل وأشارك فيهما قدر المستطاع رغم صغر سني ، ووقت تأدية السلام الجمهورى وتحية العلم ، حيث يقف الجميع مدرسين وتلاميذ في ثباث وقوة ننظر لأعلي حيث يرفرف العلم في السماء ، ونردد بحماس وقوة ، الأسود رمز الأستعمار والأبيض رمز السلام والأحمر دم الشهداء ، تحيا جمهورية مصر العربية ، تحيا جمهورية مصر العربية ، تحيا جمهورية مصر العربية ، أرى من وقتها أن كل من كان في هذا الطابور وغيره من طوابير كل المدارس في مصر جندى ومحارب وتم الربط والعقد علي العقيدة الراسخة التي في أذهاننا من بيوتنا في الأساس ، أننا نحيا من أجل العمل والنصر أو الشهادة ، وفي الأحتفال الأخير بيوم الشهيد 9 مارس 2023 ، حيث أستمعتُ إليه في الإذاعة بالسيارة وأنا في طريقي لعملي ، بدأ بتعريف عن يوم الشهيد وبطولة الفريق البطل عبد المنعم رياض وسرد بعض البطولات لأبناء الجيش المصرى الذى جمعهم القدر في الفرح والحرب والشهادة ، أنتهاءً بصوت أمهات الشهداء يسردن كيف كان اليوم الأخير من حياة الأبطال وكيف كانوا يتمنوا الشهادة ، والأجمل ، والأعمق ، والأصدق أن الأمهات و الأباء و الزوجات فرحين بشهادة رجالهم ويتمنوا أن توُرث البطولة لأحفادهم وأبنائهم كل ما يعذبهم الفراق لكن أرواحهم التي أُهُدت للوطن فرحين بها ولها ، ويتمنوا لقائهم في الجنة لأنهم واثقين أنهم نالوا نعيم الأخرة لقوله تعالي " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءُ عند ربَهم يرزوقون " صدق الله العظيم ، كلنا جنود ، فخورة بمصريتي .