البركة جندى خفى من جنود الله، يمنحه لمن يشاء، فلا تباع ولا تشترى، لا توهب ولا تستعار، ولم يبلغ إنسان من الغني ما جعله يسطر عليها، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقدها.
البركة "تعشعش فى البيوت" فتزيدها خيرًا، فتجعل القليل كثير، وتحول الألم لأمل، والحزن لسعادة، خاصة إذا كانت في الرزق، والمال جزء من الرزق، ولكن هناك رزق الصحة، ورزق الولد، ورزق الطعام، ورزق في البركة، وكل نعمة من الله هى رزق وليس المال وحده.
تتعدد أنواع البركة وتتنوع، فهناك البركة فى الرزق، فقد ترى القليل كثيرًا، ويستمر ويكفى احتياجاتك اليومية، فلا تشعر بقلته أبدًا، وقد تكون في الصحة، فيحميك الله من الأمراض وتبقى بصحة جيدة، وتستمتع بحياتك بشكل طبيعى، فلا المال يفيدك عندما تخزلك صحتك، ولا الابن يستطيع انقاذك، وقد تكون البركة في الأولاد، فيكونوا صالحين مطيعين نافعين، وقد تكون البركة في العمر، أو في جار صالح، أو أصدقاء أوفياء أو زوجة صالحة، وغيرها من أنواع البركة.
كانت ولا زالت بيوتنا في الصعيد، مفتوحة بالبركة، فتختفي هناك الحسابات ولغة الأرقام، ويعيش أهالينا الطيبين بالبركة في كل شيء، خاصة في المأكل والمشرب، وتشعر أنها حولك في كل مكان، وكأنها تتعلق بـ"حيطان البيوت"، فتسلل الراحة لقلبك ونفسك، فلا يدخل أبدا الضيق قلبك، فمجرد أن تمر هناك، تكون السعادة حاضرة، والبركة موجودة.