رجعت إلى الوراء 14 أو 16 عاما، أبحث فى أرشيف مملوء بالصور والذكريات مع رفيق الدرب وزميل الدراسة والعمل محمد السيد الشاذلى، مرشح عضوية نقابة الصحفيين تحت السن.
سأحكى حكاية صورة واحدة قديمة بعض الشىء، أُخذت فى الفترة ما قبل عام 2008، كنا طلابا بالجامعة نخطو خطواتنا الأولى فى المهنة بالتدريب فى الصحف، نجوب القرى، نسأل ونتحقق، ندون إجابات ومطالب الجمهور فى قصاصات ورقية نحولها لموضوعات صحفية، نسعد حين نجدها مرسومة بعددها الورقى، وسعادتنا الكبرى حينما يغير الموضوع من الواقع، أو بالأحرى (حينما يحقق هدفه) .
انتقلت الرحلة بعد ذلك إلى واحدة من أكبر الصحف، حيث مؤسسة "انفراد" فى 2010، بدأنا سويا فى اليوم ذاته أيضاً، لم ننبهر بأضواء المدينة لأننا انشغلنا بمتابعة حراك الشارع والتغطية الميدانية الصحفية، وبعد هذا التاريخ بشهور قليلة بدأ "محمد" يتابع الشئون الخاصة بنقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة، بجانب المتابعة الميدانية.
أصبح يرى المشهد عن قرب، يتعامل مع شيوخ وأساتذة المهنة الكبار، يحلل ويفسر وينتقد الكثير من الأمور النقابية لأنه الأكثر دراية نظرا لمطالعته لها، ويدون ذلك فى قصاصات يحفظها ذهنه.
نقد "محمد" للمشهد هنا ليس سلبيا لأنه يضع الحلول بل الحلول الجذرية لحل المشكلات -المشكلات التى كلنا نراها بالمناسبة- تحول النقد ووضع حلول للمشكلات إلى وضع رؤى للتطوير.
تطوير المهنة ككل، ومن هنا سنحت الفرصة لحثه على الترشح من قبل زملاء المهنة من كل المؤسسات، رفض "محمد" ذلك فى المرة الأولى فى انتخابات التجديد النصفى للنقابة المرة الماضية، وقبله هذه المرة.
قَبِل محمد الترشح بعدما استشار شيوخ المهنة، ومن رافقوه فى رحلته والمقربين له فى الوسط الصحفى و(استخار الله)، بدأ فى لملمة وتجميع ما دون من ملاحظات وحلول، ومن ثم أثقل ملكاته برؤى التطوير.
قبولاً كبيراً وترحابا لاقاه محمد بفضل الله ومنّه وكرمه فى جولاته بمختلف المؤسسات الصحفية أثلج قلوبنا، ودعوات ودعم وحب ومساندة كبيرة من كل الزملاء .
"أنصت لى يا زميلى العزيز".. لدى الكثير والكثير لأقوله، لكننى أكتفى بما دونته كى لا أطيل عليك، لا أقول لك فى مقالى هذا انتخب "محمد"، بل طالع رؤيته جيداً، وطالع وانتخب من أدرى بهموم الجماعة الصحفية، من أقرب إليها وإليك، من يستمع إليك ويجتهد ليطور.
دعائى الدائم: (ربنا يولى من يصلح)
عاشت وحدة الصحفيين