علم اللوع أضخم كتاب فى الأرض بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض..
أما الصراحة فأمرها ساهل لكن لا تجلب مال ولا تصون عرض..
عجبى !!
أستهل مقالى اليوم برباعية العملاق صلاح جاهين لعلها تلخص حالة طاغية تركيا الحالى المدعو أردوغان . لن أتوقف عند تفاصيل وتحليلات عدة تناولتها أقلام كثيرة وجميعنا يعلمها ويراها بالصوت والصورة، لكننى قد لفت انتباهى مشهدان من جملة المشاهد التى تصدرت الشاشات فى اليومين الماضيين عن الأوضاع فى تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة أو الهزلية وهما :
المشهد الأول :
وجه التشابه الكبير فى الشكل والمضمون والأداء بين إخوان مصر وإخوان تركيا، فقد شاهدنا جميعا صور المؤيدين لأردوغان الذين لبوا النداء بسرعة غير منطقية، وكأنهم كانوا فى انتظار إشارة الانطلاق وعلى علم مسبق بالتحركات التى تمت بالفعل، فضلا عن كيفية الضرب والسحل والذبح الوحشى الذى قام به هؤلاء بشكل منظم واحترافى لا يخرج أبداً عن مواطنين عاديين غير مدربين على مثل هذه الأفعال الإجرامية! لذا فقد استوقفنى هذا التطابق وليس التشابه بين إخواننا وإخوانهم وكأنهم وجهان قبيحان لعملة واحدة!.
المشهد الثانى:
وهو اختفاء وانعدام العنصر النسائى فى مجموعات المؤيدين الذين ملأوا ميدان تقسيم التركى بعد النداء الأردوغانى!
ألا تشارك النساء فى مثل هذه الأحداث المصيرية فى بلد ديمقراطى علمانى يعتد بمكانة ودور المرأة فى الحياة السياسية، مثلما يحدث فى جميع الدول المتقدمة وغير المتقدمة حتى؟
فقد كنت أنتظر أن أرى شعب تركيا الرافض للانقلاب على أردوغان بكل أشكاله وتنوعاته من شباب ورجال ونساء وبنات، مثلما كنا نشاهد فى ميادين الثورة المصرية، فكنا نرى جميع الأشكال والأعمار والمستويات والثقافات، بل كنا نتميز بتفوق العنصر النسائى وكثافته فى كل المناسبات التى مرت بها مصر فى السنوات الأخيرة، وكانت مشاركة المرأة مشاركة فعالة ومؤثرة بحق!، ما يعكس خللا فى تركيبة المؤيدين المزعومين للحكومة التركية، كما يعكس حالة انعدام للمصداقية فى المشهد كله.
فهل يُعقل أن الجيش التركى حامى العلمانية وثانى أكبر قوة عسكرية فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بهذه السذاجة والسطحية والانقسام؟ بحيث يقوم بانقلاب غير منظم و لا مُنسق مع جميع أفرع الجيش، فيخرج بهذه الفعلة الساذجة ويستسلم لمجموعة المؤيدين وأفراد الشرطة بهذا المنظر المخزى الذى لا يليق بقوته وتماسكه المفترض؟
نهاية؛ فقد كانت تمثيلية ضعيفة هزيلة، تفتقر إلى الحبكة الدرامية، والتى فى الغالب وضع لها السيناريو والحوار واختيار الأبطال شخص غير موهوب لإحكام قبضته الديكتاتورية، ورغبة منه فى التخلص من الجمهورية الأولى التى أسسها مصطفى كمال الدين أتاتورك، ليحل محلها الجمهورية الثانية الإسلامية التى تهدف للقضاء على الدولة العلمانية والتى يتحقق من خلالها حلم عودة الخلافة العثمانية.
فالشعب التركى الذى خرج للميادين لرفض محاولة الانقلاب كان يمثل فصيلا بعينه من ميليشيات الإخوان التركية شكلاً وموضوعا، تختفى بين صفوفه المرأة ويتسم بالشكل المتطرف الذى يجنح للعنف، فأين إذن بقية قطاعات الشعب التركى الرافض للانقلاب؟