قدّمت الراقصة الفنانة، فيفي عبده مسرحية تحت عنوان: "حزمني يا بابا" التي أنتجت في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، فاعترضت الرقابة في ذلك الوقت، على العنوان، وطالبت بتغييره، وهو ما تم فعلا، وتم حذفت كلمة "بابا" وتم الإبقاء على "حزمني يا.."، وكأن الاعتراض ضدّ وجود الأب من أصله وليس في الحزام والرقص؟.
تذكرت هذه الواقعة، وانا اشاهد الجريمة البشعة التى وقعت فى مدينة "نيس "الفرنسية؟؟ الذى حرم المشاهد المصرى أن يشاهدها عبر الفضائيات المصرية مما أضطر أن يشاهدها على قنوات عربية وأجنبية بينما التلفزيونات المصرية سواء حكومية أو خاصة التي تدعي انها اصبحت مستقلة وتقدم ما يهم المشاهد تعرض مسرحيات وأغانى ومنها مسرحية حزمنى يا يابابا.
والذى جعلنا للأسف أن نقول ذلك هو ماشاهدناة من كافة المحطات التلفزيونية المصرية التى تجاهلت الأحداث العالمية التى حدثت خلال الأيام الماضية، مماجعلت المشاهد المصرى يجرى ويلهث وراء المحطات التلفزيونية العالمية لمعرفة ومتابعة هذة الأحداث العالمية ! وهنا نظرح السؤال الذى يكمن فيه الشيطان.
أين ريادة الإعلام المصري التي طالما كانت مصر تفخر بها؟ هل يعقل أن نجعل المصريين، يسعون للحصول على معلوماتهم بشأن الأحداث العالمية، من خلال القنوات الأجنبية المختلفة.
الإعلام المصرى لم يكن على مستوى الأحداث الأخيرة التى شهدتها فرنسا فلم يكن الاعلام المصرى على قدر المسؤليه لانه تعامل مع الأحداث وكأنها سبق صحفي فقط وحتى هذا فشل فيه تماما.
دعونا نقولها صراحة بدون أى خجل أو حرج او مواربة قل ماتشاء كما تريد وانا معك فى اى قول تختاره، والإعلام المصرى سقط سقوطا مدويا أثناء تناوله الأحداث الأخيرة مما جعل الموطن المصرى يأخذ معلوماته وأنبائه من بعض القنوات الخارجية.
أيها السادة القائمون على شأن الإعلام فى مصر لابد أن نقولها صراحة "أن خطورة ما يحدث تتمثل في إلغاء العقل المصري، أنّ الوقت قد حان لإعادة النظر في مفاهيم الإعلام.
عندما ستُدرس أسباب انهيار الإعلام المصري فى نقل الأحداث من العالم يوماً ما، لا بد من الوقوف عند هنا السؤال ؟؟
هل نحن كنا جادين فى عزوف المشاهد المصرى عن متابعة الأحداث الكبرى، من خلال وسائل الإعلام المصرية، للأجابة على هذا السؤال يجب أن نقف على حقيقة عزوف المواطن المصرى عن متابعة الأحداث الأخيرة فى فرنسا و تركيا، في الأيام الماضية من خلال القنوات المصري.
من دواعي الأسف والحزن أن أشاهد غالبية المصريين كانوا يتابعون أحداث فرنسا ومحاولة الأطاحة التى كانت قائمة على أردوغان، فى تركيا الأخيرة ليس عبر وسائل الإعلام المصرية، وفضلوا متابعتها من خلال قنوات ومواقع أجنبية حيادية عالمية، وأقولها بالأخص عبر قناتى الجزيرة والعربية رغم اختلافى معهم فى التغطيات ومنهجهم التحريرى وعدم الحيادية فى الشأن المصرى برمتة ؟؟
لكن لابد القول عندما تكون الأحداث بعيدة عن مصر!! تجد موضوعًا آخر ونرى مواكبتهم للحدث إضافة إلى أنها لا تخلط بين الرأى والخبر، ونجد شبكة مراسلين كبيرة فى قلب الحدث اضافة إلى أن غرفة التحرير تعمل بكل طاقاتها ويأتى من يكون نائما فى بيته.
الكل يعمل ويتسابق الجميع من أجل الحدث وأبراز الأنفرادت والسبق !! إضافة إلى فتح خطوط الأتصالات مع المختصين والخبراء والتحدث مع وكالات الإنباء العالمية لحجز ستالايت من أجل الضيوف ووصول الصور ونأتى الى النقطة الأهم مطالبة المراسل بالتواجد فى قلب الحدث والأتيان بالأنفرادات!
ونجد تطبيق المعايير الإعلامية التى تقول أن الخطوة الأولى فى تغطية الحوادث العالمية تكون كالتالى : بعد ورود معلوماتٍ أوّلية عن أيّ حدثٍ بارز تتسارع الوسائل الإعلامية المختلفة لتغطية الخبر ونقله إلى الجمهور. نقلُ الخبر هو عمل الوسائل الإعلامية وواجبها تجاه جمهور من حقه معرفة كلّ ما يهمّه ويؤثّر على حياته، وكيف إذا كان الحدث هزّ قلب عاصمته، هرولة المراسلين والمصوّرين إلى مكان الحدث، والنقل التلفزيوني المباشر هو العمل المطلوب.
وهنا نطرح السؤال هل يحدث هذا من المحطات الفضائية المصرية نقولها "بالفم المليان وبالتحدى الكبير لا والف لا" !!
فى حادثة "نيس "فى فرنسا للأسف كانت المحطات المصرية الغائبة عن الحدث ولم نرى أى تغطية حقيقية ولا حتى مراسل من مكان الحدث؟؟ ولا اتصالات!!
ظل هذا الوضع إلى ساعات الصباح بينما الجزيرة والعربية والسى إن أن والفرنسية والبى بى سى كلهم فتحوا الهواء مباشرة ؟؟ ونحن للأسف فتحنا للرقص والغناء والطرب والمسرحيات والأفلام !!على طريقة حزمنى يابابا.
لكن الأغرب عندما فاقت بعض المحطا ت فى مصر حدث التالى " فإحدى المحطات وفي الوقت «بدل الضائع» في انتظار وصول فريق التحرير الى صالة التحرير بدلا من البحث عن وجود مراسل إلى موقع الحادث، فتحت الهواء مباشرة إلى المحلّلين، الافتراضيين منهم أو الحقيقيين.
فهل يُعقل أن تقدّم وسيلة إعلامية إلى المشاهد تحليلات لحدث لم يعرفه بعد؟ لأنه كان نائم ! وهل من المقبول أن يحلّل أحدهم خبراً لم تتّضح له معالمه كاملةً ويطلق أحكام ؟!
وللأسف الشديد هذا ماحدث خلال الأحداث الأخيرة فى المحطات المصرية فالتحليلات لم تقتصر على الضيوف الصحافيين أو المحللين أو السياسيين، وصل الأمر بأن يأتى بشاهد عيان لم لم يتواجد فى مكان الحادث انما شاهده من خلال شاشات التلفزة!!
وهذا ماقالة أحد شهود العيان الذى قال انة شاهده من منزلة فى باريس وليس من مدينة "نيس" وأنة يتحدث من على الفراش يالا الهول نقولها على طريقة الفنان يوسف بك وهبى ، أما بالنسبة للمراسلين لم تكلف أى محطة من المحطات المصرية التى تتفاخر بإنها تنقل الحدث-" لحظة بلحظة "- أن ترسل بمراسل لها فى تغطية خاصة لها من فرنسا !.
فى حين أن فى حفلات عروض الأزياء والغناء ومسابقات ملكات جمال الحيوانات يتم للأسف بالدفع بمراسل لتغطية مثل هذة العروض ؟؟.
بجاحة أحد رؤساء المحطات المزعوم أنها أخبارية بمصر فتح ويندوز و قال انه عمل انفرادات و الانفراد يا سيدي الفاضل يكون من قبل الحدث و من أرض الحدث و ليس من مراسلين هنا بمصر أن ما فعله هذا الشخص يفكرني بمسرحية حزمني يا بابا لما رفضت الرقابة الاسم وعدلته الى حزمني يا .
أن الإعلام المرئي في مصر بالنسبة للأحداث الخارجية دون المستوى والمسؤليه، فاكتفى ببعض الاخبار المقتضبه خلال النشرات الرئيسه مما دفع المشاهد الي اللجوء الي الجزيرة و العربية و السي ان ان – العربيه والعالمية.
هناك ملحوظة هامة
حتى فى بعض الأحداث المحلية يلجأ المشاهد المصرى احيانا الى التلفزيونات العربية والأجنبية وأعطى مثالا على ذلك (فى حادث اغتيال محامى الشعب النائب العام رحمه الله قامت كل القنوات المصرية بالتغطية اما فى احداث سيناء التى راح ضحيتها استشهاد لـ17 بطل من أبطال القوات المسلحة فجاءت التغطية باهتة ؟؟ فبعد استشهاد النائب العام قامت معظم القنوات بعدم عرض المسلسلات وإعلان حداد وهو عكس ذلك وماحدث فى سيناء مما عكس انطباع عام بان بالموت خيار و“ايضا خيار وفاقوس
لا أعرف وانا اكتب هذا المقال، لماذا تذكرت ذلك المشهد من مسرحية "حزمنى يابابا" عندما يظهر محمد هنيدي، أمام الممثل القدير حسن حسني، يقف هنيدي أمامه ويبدو على حسن حسني قمة المفاجأة،وهو يسأله "إنت مين ؟؟؟" ..فيرد عليه هنيدى بكل ثقة، "أنا قرينك يا زواوي"، فيرد حسن حسني بكل تلقائية "اشمعنى أن قريني إلي يطلع قصير.
و هنا اتذكر القرار الذى اتخذتة قناة مصرية، بعمل برنامج إلى الزميلة القديرة الإعلامية الراقصة فيقى عبدة التى أصبحت زميلة للإعلاميين بحكم تقديمها برنامج يحمل اسم "5 موا" وانا لست رافضا لاسمح الله لأى مجهود غعلامى للفنانة الراقصة الإعلامية.
هذة المحطة تتعاقد على انتاج مسلسل مع محمد رمضان حصريًا بـ45 مليون جنيه ؟ وترفض الصرف على التغطيات للأحداث العالمية : لكن السؤال ماهي الحكمة من اختيار صرف الأموال على مثل هذة النوعية من البرامج والرقص على إرسال مراسل لتغطية الحدث؟ فتش على عصر إعلام "" 5 موااه ""؟ على طريقة حزمنى يابابا ؟؟؟.