الليث بن سعد قال عنه الإمام الشافعى"إنه كان أعلم من مالك إلا إن أصحابه أضاعوه"، حيث إنهم لم يقومون بمدرسة تنقل فقهه وعلمه لمن بعدهم، لنحزن كمصريين ويحزن معنا كل مسلم عندما يقرأ أو يطالع ما قاله الإمام الشافعى عن الليث بن سعد، وها هو مسلسل رسالة الإمام يُجدد ذلك الحزن والفخر معا عندما تبرز أحداث المسلسل حرص مؤسس الفقه الشافعى بزيارة قبر الفقيه المصرى الليث بن سعد بمجرد وصوله إلى مصر وإعلانه جمع علمه ومؤلفاته التي اندثرت بسبب عدم حفظ تلاميذه لها، حيث نحزن لاندثار مؤلفات هذا الفقيه العظيم.
لكننا نفتخر بـ الليث بن سعد عندما نقرأ ما قيل عنه بأنه نصير الفقراء وظهير الضعفاء، وعزيز النفس، وصافي الوجدان، وإمام الاعتدال، وأنه كان إماما في الاستنارة والتجديد والتسامح والإنسانية، ونفرح أكثر لأن مصر لم تنسى الليث بن سعد إنما بذلت مجهودات مضنية خلال السنوات الماضية في استعادة تراثه.
والمتتبع لما قدمه الفقيه المصرى الليث ابن سعد يجد قطعا أن العقلية المصرية قادرة على التجديد المستدام للخطاب الديني، وقادرة على نشر الوسطية والاعتدال على مر العصور.
تحية تقدير لمسلسل رسالة الإمام الذى ذكرّنا بمن سعى إلى ترسيخ العطاء للوطن والرحمة والجمال للإنسانية جمعاء، وجبر الخواطر للضعفاء والفقراء، وهنا تأتى عظمة الدراما الدينية والتاريخية ذات التأثير الكبير على المشاهد العربى.. حفظ الله مصرنا الغالية، ورحم الله فقيه الرحمة والإنسانية الليث بن سعد ..