تحدثنا في مقال سابق عن أهمية الدراما الوطنية ودور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لإعادة الفن المصرى لمكانته الطبيعية، واليوم نتحدث عن الدراما الدينية ودور أيضا المتحدة في إحيائها من جديد، لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن، أين المشككون والمضللون الذين كانوا يكيلون الاتهامات للدولة بأنها تكره الدراما الدينية وأن هناك قصدا ضد كل ما هو إسلامى؟.. وأين هم من كانوا يتساءلون لمصلحة مَن يتم تغييب المسلسلات الدينية في رمضان..؟ ولمصلحة مَن يتم محاربة التاريخ الإسلامي بمنعه وتجاهله.. ؟
لذلك فمن الجميل أن يكون الرد بالفعل على أرض الواقع، فها هي الدراما الدينية تعود بقوة من خلال عمل فنى ولا أروع وهو رسالة الإمام الشافعى، والأجمل بذل الشركة المتحدة مجهودات مقدرة لخروج العمل بشكل راقٍ، وما أسعدنى أكثر المستوى الذى ظهر به مسلسل رسالة الإمام من جودة وإتقان في كل العناصر الفنية والتى تُقدم في إطار فني عصرى محترم، ليحصد مشاهدات كبيرة في أولى حلقاته متربعا على قمة مسلسلات رمضان هذا العام.
واضافة إلى هذا، فإن مسلسل رسالة الإمام يحمل شعاع ضوء خاصة ونحن في أمس الحاجة إلى تعليم الخلق والقدوة الحسنة وإعادة المثل العليا لتهذيب الشباب، وهو ما يحتاجه المجتمع حالياً بعد سنوات من دراما المخدرات والأسلحة والعشوائيات، وانهيار منظومة القيم في عالم الحداثة ومواقع التواصل الاجتماعى.
نقول هذا ونحن أمام مسلسل وفقا لأراء النقاد والخبراء يعد واحد من الأعمال التي تثري الحياة الدينية والثقافية في مصر، وسيكون بمثابة عودة حميدة إلى الدراما الدينية والتاريخية ذات التأثير الكبير على المشاهد العربي، وما يعضد هذا أن العالم الجليل والفقيه الكبير له مكانة خاصة عند المصريين، فهو يناقش أهم سنوات في حياة العالم الجليل الإمام الشافعي التي عاشها في مصر يمارس دورا تنويربا بعيدا كل البعد عن التطرف أو التشدد.
فكل التحية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ولكل من ساهم في ظهور هذا المسلسل الرائع وعودة الدراما الدينية فى وضع يليق بمصر وفنها..