"الصّبر" أول خطوات الشفاء، حين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج فوري وفاعل كوصفة الصّبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها، به نتغلب على مصائبنا، وتهون علينا الدنيا، ونشعر بالراحة النفسية.
يداول الله الأيام بين الناس، ويعيش الشخص الحياة بحلوها ومرها، ويتعرض لمحن واختبارات، فيجب عليه أن يتحلى بالصبر، فرحم الله شخصا نظر ففكر، وفكر فاعتبر فأبصر، وأبصر فصبر، لقد أبصر أقوام ثم لم يصبروا فذهب الجزع بقلوبهم، فلم يدركوا ما طلبوا، ولا رجعوا إلى ما فارقوا، فخسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
الصّبرُ شجرةٌ جذورها مُرة وثمارها شهية، خاصة إذا كان الصبر على فراق الأحبة، وموت الأقارب، فهو الصبر الأقوى والأمتن، على قسوة الفراق، ليبقى الصبر دوما أفضل علاج للحزن، ومن عرف قدر الجزاء صبر على طولِ العناء.
الصّبر الجميل لا شكوى فيه، فلا جزع عند المصيبة، فالجزع مصيبةٌ أخرى، فلا يدفع القدر ولكن يحبط الأجر، فعجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له.
اصبروا، واحتسبوا الأجر عند الله فهو لطيف بعباده، فلا يجمع عليكم الهموم والمصائب مرة واحدة، بل يكرمكم ويعطيكم ويفرحكم ويقلبكم في النعم، واعلموا أن الألم الذي تحيدون عنه وتخشون منه هو في أصله نعمة لا يعلمها الكثير من الناس، فهو يُعلّمكم الصّبر ويصقل أنفسكم ويقربكم من خالقكم فتشعرون بحاجتكم الماسة إليه، فاصبروا صبرا جميلا.