مؤكد أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو تطور جديد فى الصراع الروسى الأوكرانى من جهة، وفى الصراع الغربى الأمريكى مع الروسى الصينى من جهة أخرى، ليتجه العالم نحو أزمة عالمية ستطول، وصراع يتفاقم، هذا ما يفسره الرد الروسى على انضمام فنلندا، وأيا كانت التوقعات فليس أمام العالم حل أو خيار إلا حسم الخلاف فى كيفية تشكيل مجلس إدارة العالم الجديد، وإلا الأزمة ستتفاقم، ويحدث ما لا يحمد عقباه باندلاع حرب نووية، وهذا ما أوردناه فى مقال سابق جاء تحت عنوان.. المعارك المنتظرة فى ظل مجلس إدارة العالم الجديد.
نقول هذا فى ظل قرار الغرب تزويد أوكرانيا باليورانيوم المنضب قبل شهر، وبانضمام فنلندا رسميا للناتو أمس، وفى ظل خطورة الرد الروسى بنشر أسلحة نووية تكتيكية فى بيلاروسيا، وما ستقدم عليه موسكو من ردود بعد انضمام فنلندا.
صحيح هذه الردود من قبل روسيا تأتى حتى الآن بهدف إرسال رسالة إلى الغرب والولايات المتحدة بأنّهما إذا استمرا فى التصعيد فى أوكرانيا فإن روسيا ستستمر فى اتخاذ إجراءات مضادة وشديدة حتى لو وصلت إلى حرب نووية، لكنه تصعيد كبير فى مجريات الصراع، يؤدى إلى تعقيد الأزمة وإطالة أمد الصراع.
وفى اعتقادى أيضا، أنه مهما كانت تداعيات انضمام فنلندا إلى حلف الناتو، فالعالم كله يحبس أنفاسه جراء ما يحدث من تعقيدات للأزمة خاصة أن تداعياتها خطيرة على العالم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وما أحدثته من اضطرابات بخصوص الأمن الغذائى ومعاناة اقتصاديات الدول النامية من موجة التضخم العالمية.
لذا نكرر أنه حال عدم الجلوس الأطراف المتصارعة على طاولة مفاوضات لإيجاد حل سياسى سلمى يحسم الخلاف بين القوى العالمية والولايات المتحدة التى تقود النظام العالمى الحالى بنظام القطب الواحد، والعمل على تشكيل مجلس إدارة للعالم مكون من روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا، فمن المؤكد أنه ستحدث كارثة عالمية ستدفع ثمنها البشرية كلها بنشوب حرب نووية قد يكون ضحاياها ملايين البشر.