تمر الأيام سريعا يا أبى وما زلت أتخيل أن وفاتك مجرد حلم، وأنك ما زلت على قيد الحياة.. مرت 7 سنوات.. كئيبة.. طويلة، ولكنى أحسها وكأنها بالأمس.. فأنا يأبى مازلت أذكرك وأذكر كل حركاتك وسكناتك.. أذكر إشاراتك بعينيك السودتين ابتسامتك الجميلة فى الفرح والكرب وجلدك على قسوة الحياة والتعامل مع الأزمات بحنكة مفرطة وصبرك الجميل.. رحلت بجسدك عن عالمنا ولكن روحك مستمرة فى الهتاف بكل معانى القيم التى ورثناها منك تدلنا وترشدنا إلى الطريق الصواب فى هذه الدنيا المليئة بالمتاعب، رحلت عنا بجسدك ولكنك باقى فينا بروحك السمحة، كم هى قاسية هذه الحياه وهى تخطف منا أعز انسان إلى قلبنا ولكنها مشيئة الله، ونحن لا نعترض على مشيئته، ولكنه الحزن الذى يتسلل إلى دواخلنا بدون استئذان يؤلمنا كثيرا ولكن عزائنا فى ذلك أننا وأن طال بنا المطاف ففى نهايته اللقاء.. نصبر ونحتسبك عند الله خير راع لك ولنا وللبشرية جميعا.
7 سنوات مضت تحمل حزن رحيلك يا أبى الغالى، بكيناك ولكن باقية فى قلوبنا ذكراك التى لن يغير قيمتها فينا لأزمان ولا مكان أيها الغالى، كلما جاءت مناسبة سعيدة تجمع الأحباب، تجدنى أهرول بعيدا عنهم أينما كنت حتى أصل لصورتك التى تزين جدار بيتنا اتأمل فى وجهك السمح المطبوع على قلبى أيضا فأشعر بالسعادة التى هربت منها وأنا أحدثك عن حالى.
أبى.. أشعر بإحساس مؤلم يعتصرنى فى ذكرى وفاتك، حينما أتذكر مشاهد يوم رحيلك عنى فجأة أتذكر همس الناس وهمهماتهم من حولى بأنك رحلت عن عالمنا، وقتها رأيت العيون تبكى والقلوب تصرخ رافضة الإنصات لكل تلك الحقائق المفجعة.
اه أبى الحبيب مرت 7 سنوات على فراقك لى، تغير فيها مجرى حياتى بالكامل، رأيت فيها خداع الدنيا التى استترت خلف قناع بسمتها الزائف، تعلمت فيها معنى كلمة حزن وأدركت ألم الفراق، أبى كل لحظة تمر على أبحث عنك ولكنى لا أجدك، كل يوم أنظر لصورتك أحدثك ولكنك صامت كعادتك، تعلمت الصمت منك وكتمان ما أشعر به، ليتك تعود فكم افتقدك فى حياتى، كرهت دورى فى رسم البسمة على وجهى كى لا يشعر أحد بما بداخلى، كنت لى أبا وصديقا وأخا ورفيقا وحبيبا.
اَه كم أتمنى وجودك معنا، لكن الحقيقة أنك مازلت نائما رغم البكاء حولك، حينها أدركت أن وعد الله حق وتحرك لسانى بالحمد لله كثيرا كما تعلمنا منك فى حياتك الحمد والشكر فى السراء والضراء، فلتنم روحك الطيبة بسلام وأسأل الله أن تستيقظ على رياض الجنة.
فلن ننساك من الدعاء.. ولن ننساك من الدعاء.. ستظل حيا فى قلوبنا إلى أن نلقاك، وعزاؤنا أنك بين يدى رب رحيم كريم، وأن لقاءنا فى الجنة بإذن الله.