عاد الفن وعادت بهجة الحياة، وعاد أهل سيناء للغناء والفرحة من جديد، وبدأ الأطفال والشباب والكبار والفتيات والنساء على الاعتياد على سماع أصوات الآلات الموسيقية التقليدية والتراثية، والغناء والتواشيح والابتهالات والكورال وفرق الفنون الشعبية بعد سنوات من الألم والعذاب والجراح وأصوات المدافع والرصاص والقنابل، عاشوا فيها ليلا طويلا حاول فيه الإرهاب بجماعاته وتنظيماته فرض السواد على حياة أهالي سيناء في العريش ورفح والشيخ زويد وبئر العبد وغيرها في شمال سيناء.
إرادة الحياة انتصرت وبسطت الدولة المصرية هيبتها وهيمنتها على أرض الفيروز، وعاد الأمن والأمان ورفرف السلام بأجنحته على الضفة الشرقية من القنطرة إلى رفح، فعاد الغناء من جديد، ورفع الفن رايته في وجه التطرف والتخلف، بالتزامن مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سيناء منذ أيام للاحتفال مع القادة والجنود والأبطال بذكرى أعظم انتصارات مصرية وأمجد أيام في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر من عام 73
أضاءت الفرحة والبهجة قبل أفرع النور قصر ثقافة العريش، وامتلأ بالأهازيج والغناء في رسالة من أهالي سيناء للعالم لا تعني سوى النصر والسلام والأمن، وهزيمة جيش الظلام والكراهية والفتنة وتنظيمات الإرهاب والدمار.
كنت سعيدا للغاية عندما شاهدت قناة "الحياة" وهي تذيع أمسية من أمسيات رمضان في قصر ثقافة العريش من شمال سيناء بعد إغلاق استمر 10 سنوات، عادت الأمسيات والفرقة الموسيقية وتألق فرقة أطفال سيناء "تحيا مصر" وسط حضور وفرحة لـ أهالينا في سيناء. وتألقت فرقة أطفال سيناء الاستعراضية في تقديم عروض فنية مبدعة ساهمت في نشر البهجة والفرحة، حيث غني الأطفال معاً بأحدث وأجمل الرقصات التراث السيناوي ورددوا "تحيا مصر".
10 سنوات من الجفاف والإظلام والتهديد ومحاولة قتل الروح والحياة في نفوس الناس بكراهية كافة مظاهر الحياة في الأسواق وفي المطاعم والمقاهي والمكتبات وقصور الثقافة وفي المسارح ودور العرض.. طيور الظلام كانت تدرك أن عدوها الأول بعد جيشنا الباسل وشرطتنا الشجاعة هو الفن الذي يعبر عن روح التحدي والمقاومة والرغبة في عودة الحياة التي جفت طوال سنوات فوق ارض الفيروز.
أيام رائعة تعيشها مدن العريش ورفح وبئر العبد والمساعيد وكافة مناطق شمال سيناء بعد أن ازدهرت الحياة من جديد في شرايين المحافظة وفي شوارعها ومنازلها وهيأتها الثقافية والتعليمية والحكومية.. حان الوقت لتكون سيناء مرادف للتنمية والعمران والعمل والبناء وللفن والعلم والثقافة والتنوير.
بعد القضاء على الإرهاب تقع المسئولية الآن على النخب المصرية والمثقفين والمفكرين وعلماء الدين لنشر روح السلام والأمن والتسامح فوق أرض الأديان السماوية.
المسئولية هنا تقع على عاتق وزارة الثقافة لإعادة النشاط والحياة إلى كافة قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة في مدن شمال سيناء، وتشجيع الفرق الموسيقية والمسرحية وفرق الفنون الشعبية في القاهرة بالذهاب إلى شمال سيناء لتقديم عروضها وحفلاتها الفنية وفتح الأبواب أمام المواهب الفنية والثقافية من الأطفال والشباب وتوظيف الوقت الضائع في الاجازات لتقديم المسابقات وورش التعليم للمهن الحرفية والرسم وغيرها.
فرحة أهالي سيناء بعودة الفن والغناء فوق مسارح قصور الثقافة في العريش وغيرها هي فرحة مصرية خالصة باستعادة الأمل والمستقبل.
الشكر لقناة الحياة التي حرصت على إذاعة أمسية قصر ثقافة العريش الأسبوع الماضي ليرى المصريون والعالم كيف عادت الحياة فوق أرض الفيروز.