في دائرة صُنع القرار كبرت أم صغرت هناك فرق بين مسئول وآخر، وما أود الإشارة إليه في مقالنا اليوم الإنسان المسئول في هذه الدائرة، وبدأت بالأولى – الإنسانية -، لأنها الأولى والأهم في اعتقادى، فالمسئول الحق، هو من تمتع ويتمتع بالإنسانية قبل المسئولية، لأنه ببساطة لن يكون هناك مسئول ناجح ومؤثر ومُقنع بل وعادل وملتزم بالقانون وروحه إلا إذا كان يقدم حُسن الظن والإيجابية على سوء الظن والسلبية، فأى مسئول لديه إجراءات ولوائح يتبعها بل يجب أن يتقنها تماما، وأنا كمواطن لا يشترط عليا أن أتقن تلك الإجراءات أو تلك اللوائح، لكن ما نشترك فيه سوويا، أنه إنسان وأنا إنسان، وتحكمنا مكارم أخلاق وأصول دين وثوابت وطنية.
ونموذجا ما حدث معى – الأسبوع الماضى- أثناء مرض أمى – رحمها الله تعالى – ونقلها إلى مستشفى بنى سويف التخصصى أثناء ساعة الإفطار – صلاة المغرب - فإذا بإدارة المستشفى بقيادة دكتور تامر حامد مدير عام المستشفى، ودكتور محمد شعبان نائب المدير، يعليان من إدارة الإنسانية، حيث الإسراع فى الاستقبال والكشف والتشخيص ثم نقل المرحومة – أمى - إلى العناية المركزة خلال دقائق معدودة، إضافة إلى الاهتمام أخذا بالأسباب، لأن الشافى في النهاية هو الله والأقدار والأعمار بيد الله، ورغم أن السر الإلهى لم يمنحنا أو يمنح الأطباء فرصة لتعود أمى - رحمها الله تعالى - إلى حياتها الطبيعية، لكن بُذلت كل الجهود واتخذت كل الأسباب، والأهم أنسنة التعامل في اتخاذ الإجراءات، فخالص التقدير لهما وللفريق الطبى، ولكل مسئول إنسان يعلم مقتضيات وظيفته وفق مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، وحُسن الإدارة في التعامل مع القانون وروحه.
وانطلاقا من هذا النموذج المُشرف، ندعو إلى البحث عن ما نشترك فيه أولا، وهو الإنسانية، ونُعلى منها في تعاملنا ونجعلها عنوانا ونحن فى الطريق معا إلى اتباع القانون وروحه.. فلو اتبع المسئول هذا النهج كان إنسانا راقيا ومسئولا قديرا، وأفضل من أن يكون مسئولا قديرا على حساب إنسانيته، لأن وقتها تضييع مكارم الأخلاق بيننا، وتُصبح العلاقة جافة عطبة حتى ولو نُفذ القانون..
والأجمل أن نتفق معا أن القانون هو كلمة الفصل في النهاية لكن تنفيذه يكون تحت مظلة الإنسانية ومكارم الأخلاق.. نقول هذا من أجل أن نبحث جميعا على إنسانيتنا في تعاملنا بعضنا البعض خاصة في العلاقة بين المسئول والمواطن، فلا جفاء ولا سوء تقدير، ولا شد ولا جذب إنما تخلّق بالحُسنى، ومهارة إدارة، وكفاءة قيادة، وإعلاء إنسانية.. فتحية تقدير لكل مسئول يُعلى من إنسانيته ولإدارة مستشفى بنى سويف التخصصى، ورحم اللهم أمى رحمة واسعة واسكنها الفردوس الأعلى مع الصديقين والنبيين والأبرار.. اللهم أمين يا رب العالمين..