فى ظل الثورة الرقمية وانتشارها وتأثيرها على البشرية خاصة مواقع التواصل الاجتماعى استغلت التنظيمات الإرهابية لنشر أفكارها وتحقيق أهدافها، بل أزيد القول أنها أصبحت صناعة بعد أن أصبح الفضاء الإلكتروني عالما موازيًا للعالم الحقيقي، لذلك أصبح الكل يستثمر في هذه الصناعة التي تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعى أو كما أحب أن أسميه بالعقل الآلى خاصة أنه أصبح هناك تنافسا كبيرا بين العقل الآلى والعقل البشرى.
والخطر أن العالم أصبح في ظل ثورة الذكاء الاصطناعى أمام مسارين، إما حياة أفضل ونتائج تعود بالنفع، وإما نتائج تضر بالجميع وتصبح تهديدا للبشرية، خاصة أن بالفعل رأينا محاكاة حقيقية للعقل الآلى للعقل البشرى ولا ينقص إلا التمييز والإحاسيس والمشاعر، وإن كان التمييز قد حصل تطورا كبيرا في هذا الشأن.
ولنا أن نعترف أن العقل الآلى استطاع أن يسهم وبقوة في تطوير العديد من المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية وحتى الاجتماعية والسياسية، وساهم في حل الكثير من المشاكل التي كانت مستعصية على القدرة البشرية حتى وقت قريب، لكن ما نود أن ندق بشأن ناقوس الخطر لاستغلال السيئ لهذه التقنيات في مجال الإرهاب والانحلال الخلقى وتوظيفها في تدمير المنظومة القيمية بل وسلامات المجتمعات، وخلف الصراعات وتأجيج الحروب والصراعات.
وأنا هنا أركز على أمر في غاية الأهمية يجب أن ننتبه إليه جيدا هو توظيف هذه الثورة أو بالأخص تقنية الذكاء الاصناعى "الربوت" بنشر أفكار شاذة، ومعادية وبث السموم بطريقة خفية، وهذا ما رأينا كثيرا من من قبل تنظيمات إرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي وغيره.