بعدما أبدينا جميعًا اعتراضنا على حملات تزييف التاريخ المصري القديم عقب طرح الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي "كليوباترا"، والذى تظهر من خلاله الملكة الفرعونية وهي من أصول أفريقية، وهو ما أثار موجة عالمية وليست محلية فقط، يجب علينا تقديم بعض الحلول السريعة لمواجهة تلك الآلة التي تسعي بلا توقف لتحريف التاريخ الذى نقل العلوم والحضارة والفنون لجميع الحضارات في العالم.
ولعل السلسلة الوثائقية "جذور مصر القديمة"، التي أعلنت عنها القناة الوثائقية ويقدمها عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس، هي الرد الأفضل على الفيلم الوثائقي المزيف والمنتظر عرضه في مايو، وبداية لخطط قادمة تستغلها مصر لقلب الموازين لصالحها في دحر ادعاءات "الأفروستنيك" والقضاء على تلك الحركة التي تستند على "أكاذيب وأموال".
أبديت انتقادي الشديد في مقالي السابق عن الفيلم الوثائقي المنتظر وسردت بعض التفاصيل حول تورط الفن في تزييف بعض الحقائق، وأسرد هنا بعض الحلول التي قد تكون "روشتة" لمحاربة الحركة التي تتوسع وتصبح أكثر "بجاحة" في السطو على الحضارة الفرعونية، ولعل أول تلك الحلول هو اقتراح تنظيم لجنة من بعض الشباب وعلماء المصريات لاستقبال النجوم العالميين الذين يزورون مصر من حين لآخر "وما أكثرهم"، والذى كان آخرهم النجم العالمي توم هانكس، الذى شوهد في أحد المطاعم بمنطقة الزمالك، وتعريفهم بالحضارة المصرية الفرعونية على أكمل وجه، واستخدامهم فيما بعد لأساليب دفاع عالمية للرد على هؤلاء الذين يزعمون انتماء أقدم حضارة عرفها التاريخ لأفريقيا.
وتكون من ضمن صلاحيات تلك اللجنة هي الاستخدام الأمثل للسوشيال ميديا عن طريق إنشاء محتوى منظم وسلس لسرعة تداوله عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة وتعريف العالم بالحضارة الفرعونية، وتسليط الضوء على "ريفيوهات" السائحين، الذين يوثقون إيجابيات رحلتهم في مصر، فمن حين لآخر نجد فيديو لأحد السائحين موثقًا تجربته الإيجابية لمصر ويدعو لزيارتها، ولعل تكاتف المصريين الآن في هاشتاج "#مصر_للمصريين" الذى وصل للعالمية أقوى تلك المواقف التي استغلها المصريون للدفاع عن تاريخهم وحضارتهم.
شئنا أم أبينا بات العالم الآن لا يفهم سوى "اللقطات السريعة"، التي تبقي في الأذهان، فيجب استغلال كل الأدوات لقلب موازين تلك الحملة الممنهجة لسرقة التاريخ المصري الفرعوني، واستخدامها لصالح الحضارة الأعرق في التاريخ.