سعدت بتواجدى بهذا الكيان العريق تحديدا كلية الإعلام جامعة القاهرة، وسط نخبة من كبار أستاذة الإعلام فى مصر وبعض رجال الأعمال والشخصيات العامة وممثلى وزارة البيئة وعميدة كلية الإعلام الدكتورة حنان جنيد، والدكتورة داليا عبد الله رئيس قسم العلاقات العامة، وطلبة إعلام الذين وجدت فيهم روحا وشغفا غير عادى، مؤمنين بقضية التغيير للأخضر بشكل كبير، وتبنوا الفكرة من خلال مشاريع التخرج لديهم من أكثر من اتجاه.
وجاء المؤتمر الموسع بمقر الجامعة ليناقش محورا غاية فى الأهمية حول دور الإعلام والتوعية بأبعاد التنمية الخضراء، حيث تمت مناقشة التحديات التى تواجه الدولة المصرية للتحول للأخضر وأهمية إقامة مؤتمر المناخ cop27 مؤخرا بمدينة شرم الشيخ، والذى لاقى نجاحا مبهرا من جميع الاتجاهات محليا وعالميا.
وكنت قد شرفت بإلقاء كلمة حول مستقبل صناعة السيارات فى مصر، والتحول للطاقة النظيفة بديلا للوقود الأحفورى، بمواكبة التطور العالمى والحفاظ على البيئة، خاصة أن ذلك توجه العالم أجمع بحلول 2023.
وقد بدأت كلماتى البسيطة بتوجيه سؤال للحاضرين.. متى تتوقعوا انتشار السيارات الكهربائية فى الشارع المصرى؟
وكانت الردود متباينة أو أقرب إلى التهكم، فمنهم من ضحك متوقعا 20 عاما، ومنهم من قال لى 10 سنوات، والمتفائل منهم قال مش قبل 5 سنوات، ومن هنا كان ردى مفاجئا للجميع، حيث شبهت تواجد السيارات الكهربائية من عدمه بشريط الكاسيت والفلاشة، معللة ذلك بسرعة النمو التكنولوجى الرهيب الذى لا ينتظر أحدا، مؤكدة ردى بأن السيارات الكهربائية قادمة لا محالة، فمن منا كان يتخيل أن تنتهى شرائط الكاسيت ونعتمد على الفلاشة الصغيرة، والتى تحمل كما هائلا من البيانات.
من هنا استطعت جذب انتباه جميع الحاضرين، موجهة كلماتى لطلبة الإعلام قائلة: "يقع على عاتقكم مسئولية كبيرة فى نشر أهمية ثقافة استخدام السيارات الكهربائية والتوجه للأخضر، حفاظا على البيئة وصحتنا وصحة أبنائنا الذين هم مستقبل هذا الوطن".
صفق الجميع مؤيدين لكون الإعلام له دور محورى ورئيسى فى تغيير ثقافة الاستهلاك، وتغيير أذواق المصريين للصالح والأفضل لهم، بالإضافة لتعريف المواطن البسيط بكيفية الاعتماد على السيارات التى تعمل بالطاقة النظيفة مثل الغاز والذى بالفعل انتشر كثيرا ولدينا له بنية تحتية كبيرة وموسعة على مستوى المحافظات، وأيضا السيارات الكهربائية قادمة لا محالة، خاصة أن الدولة المصرية تدعم هذا التوجه من خلال خطة الدولة 2023، وبالفعل قريبا سنجد سيارة كهربائية تناسب مختلف شرائح المستهلك المصرى.
وأخيرا قمت بتوجيه رسالة مباشرة لممثلى وزارة البيئة، تؤكد أهمية وضع حوافز وبيانات استرشادية لتشجيع المواطنين على التحول للأخضر، خاصة أن غالبية مصانع السيارات العالمية قد صرحت بأنه بحلول 2030 لا يتم تصنيع سيارات تعمل بالبنزين أو بالسولار، وسيكون التوجه للسيارات الكهربائية، ليشهد عام 2050 عالما بلا تلوث، خاصة فى ظل أزمات الطاقة العالمية المتكررة.