"عزة النفس" أغلى ما يملك الإنسان، يحافظ بها على كرامته ويصون نفسه، فهي تعبر عن مفهوم الكرامة داخل الروح، وترتقي بصاحبها بين الآخرين، لكنها لا تعني لساناً ساخراً وطبعاً متكبراً، بل الابتعاد عن كل ما يقلل من قيمتك.
"عزيز النفس" ليس إنسانا معقدا أو صعبا أو حساسا "أكثر من اللزوم"، بل هو شخص يقدر نفسه، ولا يتنازل عن جزء بسيط من كرامته، فمخطئ من يعتقد أن "عزة النفس" هي الغرور والتكبر، بل هي الارتقاء بالنفس عن كل ما يقلل منها، فلا تسقني ماء الحياة بـذلة، بل اسقنـي بالعزّ كـأس الحنظل.
"عزيز النفس"، هو ذاك الشخص القوي الصلب، الذي يضحك أمامك وفي داخله جحيم مشتعل، وتبقى أقوى لحظات عزة النفس عند هؤلاء الأشخاص الذين يلتزمون الصمت في الوقت الذي ينتظر فيه الناس انفجارهم بالكلام.
"عزيز النفس" هو ذاك الشخص الشامخ مثل "النخل العالي"، إذا سقط تمره ما أصاب النخل شيئاً بل يظل شامخاً، هو ذاك الشخص الذي يرى نفسه فوق سماء العز، إذا اطلع على من هم دونه لا ينظر لهم بعين الشفقة بل بعين الرحمة والحب، يسير حسب قناعاته في الحياة لا خلف عواطفه.
هناك فرق بين "الغرور والكبر وجنون العظمة" وبين "عزة النفس" وكبريائها، فالفريق الأول مذموم، والثاني محمود، فابحثوا عن أعزاء النفس وصادقوهم، واسعدوا برفقتهم فهم جواهر نادرة في هذا الزمان.