يداول الله الأيام بين الناس، فنعيش الدنيا، بحلوها ومرها، فمن منا لا تأتى عليه لحظات تملأ قلبه بالضيق والهمّ، ويسيطر على مشاعره اليأس والإحباط، ويشعر أنها ضاقت وأحكمت حلقاتها فيأتيه الفرج من حيث لا يدرى.
لا تستسلموا لأيامكم الصعبة، ولا ترفعوا الراية عند الشدائد، ولكن تغلبوا عليها بالصبر الجميل، والعزيمة القوية، فالشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على أصحابها ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً، أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً، فيأتى الفرج من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل ليل غاسق، فجر صادق، فما هى إلا ساعة ثم تنقضى، فاستبشروا خيرًا، وتفاءلوا كثيرا.
الحياة متقلبة، ما بين الفرح والحزن، فعيشها كما هي، واصنع الفرح والسعادة لنفسك، ولا تتوقف عند لحظات الحزن والألم، فالحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية لا تتوقف أبدا عند سطر حزين فقد تكون النهاية جميلة، ويأتى يوم تفرح فيه وكأنك لَم تَحمل الهم يوماً.
ازرعوا الأمل فى قلوبكم، وعودوا أنفسكم على التفاؤل فى قادم الأيام، فإذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع، وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقى، وانظر بعيدًا فسوف ترى أسراب الطيور، وقد عادت تُغنى، وسوف ترى الشمس، وهى تُلقى خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمرًا جديدًا وحلمًا جديدًا وقلبًا جديدًا.
علينا أن نسعى وليس علينا إدراك النجاح، علينا أن يكون لدينا يقين بأن الفرج آت مهما طال الانتظار، فلا تحزنوا على سهم قاتل من "صديق أو قريب أو حبيب"، فسيأتى لكم شخص يُعيد لكم الحياة من جديد.
اعلموا أن حياتنا قصيرة لا تحتمل الحزن أبدًا، تجاهلوا أوجاعكم وتناسوا همومكم، ابتسموا فقط وانسجوا أمنيات جديدة، وتفاءلوا تعيشوا بفرح، وأخبروا قلوبكم أنّها تستحق الفرح، فاملؤوها بالابتسامة، واستودعوها الله، وكونوا مطمئنين، فالسعادة ليست حلمًا، ولا وهمًا، ولا بأمر محال، بل هى تفاؤل وحسن ظن بالله، وصبر بغير استعجال.