فى مبادرة لإلقاء الضوء على كل إيجابيات المجتمع المصرى والانصراف قليلاً عن مستنقع الاستغراق بالمشكلات وطرح السلبيات دون غيرها، أدعو كل من يهتم لأمر هذا البلد ويرجو له خيراً أن يشارك ولو بكلمة طيبة أو يرسل برسالة تفاؤل تبعث على الأمل والثقة بأن القادم أفضل رغم العثرات .
فلماذا لا تتوجه أنظارنا لطرح الأفكار الإيجابية وتعريف الناس بها والبحث عن كل ما يستحق بحق أن يكون قدوة تقتدى بها أجيال قد أثقل نفسها اليأس والإحباط والاستسلام من باب قلة الحيلة وضيق الأحوال بظاهر الأمر، لكنه بباطنه ليس إلا قلة همة ونقص بالطموح وكسل بالأداء.
فقد بدأت بنفسى لأبحث عن كل نموذج يستحق الإشادة والتشجيع والتصدير كقدوة للأجيال، وأدعو كل من لديه علم بمثل هذه النماذج المشرفة أن يطرحها ويلقى عليها ضوءً ما تحديداً بوسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الكثيرة.
ولنبدأ ببنت مصر المثابرة "هاجر خيري"
هذه الطالبة الكفيفة بالسنة الأولى بكلية الألسن جامعة الإسماعيلية، والتى تحدت إعاقتها البصرية وحصلت على بطولة الجمهورية برفع الأثقال مرتين خلال فترة قصيرة.
فقد بدأ الحلم مع هاجر خيرى منذ ثلاث سنوات، فى البداية واجهت رفضا شديدا من والدها خوفا عليها بسبب صعوبة اللعبة وخطورتها بسبب إعاقتها، لكنها لم تيأس وفكرت فى حيلة ذكية من خلال إقناع جدتها؛ والتى بدورها نجحت فى الحصول على موافقة الأب، لتبدأ أولى الصفحات فى تحقيق الحلم الذى روادها خلال طفولتها.
التحقت هاجر خيرى بأحد الأندية، وخلال فترة وجيزة كانت تحقق معدلات أداء كبيرة وأرقاماً قياسية دفعت القائمين على تدريبها إلى ضمها للمشاركة فى بطولة الجمهورية، وبعد مرور 10 أيام فقط نجحت هاجر فى تحقيق بطولة الجمهورية فى رفع الأثقال لتتوالى المشاركات فى الكثير من البطولات بهمة الأبطال وعزيمة الأقوياء.
وقد أفصحت هاجر أيضاً عن حلمها الثانى وهو المشاركة ضمن أعضاء المنتخب المصرى لرفع الأثقال، لتلعب باسم مصر وترفع العلم المصرى بالمحافل الرياضية العالمية؛ كما أشادت بدعم أسرتها ومدربها طوال مشوارها القصير المليء بالإنجازات؛ مقدمة الشكر لهم ولعميد كلية الألسن الذى يتفهم ظروفها، خاصة فى أوقات الاستعداد لخوض البطولات.
نهاية:
فلندع نجوم ونجمات التريندات الزائفة وأبطال التيك توك ومصدرى الطاقة السلبية بمنصات التواصل المتعددة، ومطربى المهرجانات والأمور الشخصية للمشاهير، ونوجه أنظارنا ونولى من يستحق الدعم والاهتمام اهتمامنا ونصدر لراغبى البحث عن التريند من هم أولى بتصدره.. إلى لقاء جديد مع قدوة جديدة للتريند المصرى الأصلى.