تمثل الرعاية الصحية رئة الخدمات الجماهيرية التي تتولى الجهات الحكومية تقديمها للمواطنين، وهي بذلك تحتل مكانة متقدمة على قائمة أولويات الحكومة، وبالتالي تكون المبادرات الحكومية الهادفة إلى تعزيز هذه الخدمة فرصة لإبراز الأهمية الكبرى للقطاع الصحي.
في هذا الإطار، جاءت المبادرة التي أطلقتها هيئة الرعاية الصحية بمحافظة الإسماعيلية، أول مبادرة اجتماعية للفرع تهدف إلى فتح حوار مجتمعي؛ لعرض وحل مشاكل ومطالب المواطنين في القطاع الصحي، وهي لافتة طيبة وتأتي في وقتها للاستماع للمواطنين لحل العقبات التي تواجههم في المحافظة.
المبادرة تأتي تحت شعار "يوم للناس" ويشارك فيها نواب المحافظة والقيادات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني، بإشراف الدكتور محمد سامي، مدير هيئة الرعاية الصحية بالمحافظة، لتقدم حلًا فوريًا لأي مشاكل مرتبطة بالمنظومة الصحية بشكل مباشر بالتنسيق مع قيادات المنظمة الصحية بالهيئة والتنفيذيين بالمحافظة.
الاستماع إلى آراء المرضى المتابعين لمنظومة التأمين الصحي الشامل وذويهم، حول جودة الخدمات الطبية المقدمة لهم في المنشآت الصحية التابعة لهيئة الرعاية الصحية، تبقى واحدة من أبرز الجهود المحمودة بالمحافظة، للتأكيد على أهمية تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتلبية احتياجاتهم، وذلك بتوفير أفضل خدمة ورعاية صحية في المحافظة.
تأتي المبادرة امتدادًا لجملة من الإجراءات، التي من بينها السعي لربط جميع الجهات المسئولة عن قطاع الصحة بالمحافظة، لتحقيق التنسيق الكامل وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وفي إطار تقييم ومتابعة أداء المنظومة وتحقيق الرضا الشامل للمواطنين.
ونحن نثمّن الدور الذي تقوم به هيئة الرعاية الصحية، فإننا نلتقط من حديث الدكتور سامي مفهومًا غاية في الأهمية سماه "فلسفة هيئة الرعاية الصحية" واعتبرها منفتحة على المجتمع والوطن والمواطن بأفكار خارج الصندوق، متعهدًا بالتصدي إلى أي ظواهر مجتمعية ذات بعد طبي، وهي خطوة ينتظرها المواطن الإسماعيلاوي، لاسيما ما يتعلق بإنشاء قاعدة بيانات يمكن الاستفادة بها في رسم خريطة مستقبلية للخدمة الصحية بأنحاء المحافظة، وبالتالي تُبشِّر هذه المبادرة بتفاعل مجتمعي واسع النطاق مع خطواتها.
لعلمي بالجهود التي تقوم بها هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية، يمكننا أن أُبشِّر أهالي الإسماعيلية بأنّ الأيام حُبلى بالأفكار والمقترحات التي من شأنها إحداث طفرة في القطاع الصحي بالمحافظة، وهي الأفكار التي ستكون انعكاسًا طبيعيًا لهموم المواطنين ومطالبهم، آملاً أن يقدم كل ذي علاقة ومصلحة من المواطنين بعريضة مطالبهم على طاولة المسؤول المستعد للتفاعل معها بإيجابية.