من امتلك أختا فقد امتلك الدنيا كلها، فـ الأخت فى حد ذاتها دُنيا وعالم، هى القلب الصافى كماءٍ عذب يجرى فى نهر وسط أزهار، ذلك القلب الأبيض كبياض الثلج ونقائه، فليت الربيع يمنحنا زهرا ووردا نجمعها فى "باقة الإخلاص" ونعطيها للأخت.
تبقى "الأخت" دائما "دفتر الأسرار"، نقسو عليها أحيانا فتتحمل، ونخيب ظنها فتصفح، ونرهقها بالمطالب والأمنيات، فتبادر بالاستجابة، لأنها "كتلة الحنان" التى تنشر المحبة فى العالم كله.
تحلى الدنيا فى أعيننا بوجود "الأخت" فهى كنافذة من زجاج صاف، نطل من خلالها على الدنيا، نرى من خلالها كل شىء جميل ورائع، فهى فاكهة الحياة، والحب المملوء بالشغب الجميل، ولديها الأسرار فى خزائن أمينة.
ربما تتشاجر أحيانا مع "أختك"، لكن يأتى يوما لتنسى الزلات، فالأخوة لا يستطيعون أن يعشون دون بعضهم البعض، فالقلوب الحميمة بين الأشقاء لا تعرف سوى الحب والمودة ونشر السعادة.
تبقى الأخت هى الأقرب لأختها، كاتمة أسرارها، وعلاج لهموم الأيام، والأمل إذا غاب الأمل، فالأخت حكاية لا تصفها الحروف، حبيبة والدها، ومستشارة أمها، وأسرار المنزل في حِجرها، تُبهِرك بِحكمتها، هي أجمل وردة في بستان حديقتك، لا تذبل، تبقى وردة كل عام، فهي بهجتك، تُبعد الدمع عن العيون وتدخل الفرحة للقلوب.
"أختك" هى جزء من أمك تسير على قدمين، ربما يتخلى عنك الأصدقاء والأحباب، ويجرحنا فراقهم، ولا نستطيع أن نبوح لهم بأسرارنا، لكن تبقى "الأخت" هي الصديق الوفي التي نستريح في الحديث معها، "تطبطب" على القلوب فتسعدها.