تعيش الكرة السنغالية فترة ذهبية على مستوى جميع الأعمار السنية، استطاعت خلالها التربع على عرش القارة الأفريقية بمختلف البطولات، وسط توقعات بأن تلك الطفرة السنغالية الأخيرة لن تكون قاصرة على الفترة الحالية بل سيعيش بها أسود التيرانجا فترة من الزمن، بعدما استطاعوا بناء جيل ذهبي بجميع المنتخبات، لتتحول السنغال إلى ظاهرة كروية خلال الفترة الأخيرة تستحق الدراسة..
ماذا حدث؟
أمس.. توج منتخب السنغال بكأس أمم أفريقيا للناشئين تحت 17 عاماً بالفوز على المغرب 2/1 فى نهائى مثير للبطولة القارية التي أقيمت بالجزائر.. وسبق وتوجت السنغال ببطولة أمم أفريقيا 2022 التى أقيمت بالكاميرون لأول مرة فى تاريخهم على حساب الفراعنة بركلات الترجيح، لتبدأ بعدها سلسلة ذهبية من التتويجات التاريخية.. وتوجت السنغال بكأس أمم أفريقيا للكرة الشاطئية 2022 التى أقيمت فى موزمبيق أكتوبر الماضي على حساب الفراعنة أيضاً بركلات الترجيح.. وفى فبراير 2023 حصد أسود التيرانجا كأس أمم أفريقيا للمحليين فى الجزائر للمرة الأولى فى تاريخهم أيضاً بعد الفوز على أصحاب الأرض بركلات الترجيح.. وفى مارس الماضي توجت السنغال بكأس أمم أفريقيا للشباب 2023 التى أقيمت فى مصر للمرة الأولى فى تاريخها أيضاً، بعد الفوز على جامبيا فى النهائي..
الطفرة السنغالية هذه الفترة تعيد للأذهان تلك الانتعاشة التى ظهرت فى 2002 وجيل أسود التيرانجا الذى تألق ووصل لربع نهائي كأس العالم بقيادة برونو ميتسو، لكنه لم يستمر طويلا وسرعان ما اختفى، وبعد 16 عاماً قاد أحد تلاميذ ميتسو وهو أليو سيسيه جيلاً جديداً فى السنغال استطاع التتويج بكأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ بلاده، فضلا عن الصعود به إلى كأس العالم الأخيرة على حساب زعيم القارة وأكثرها تتويجاً بالألقاب القارية وهو المنتخب المصرى.
ماذا فعلت السنغال لتحقيق كل هذه النجاحات؟
الجديد فى الأمر أن السنغال تعتمد فى استراتيجية البناء هذه المرة على مختلف الأعمار السنية، وتركز على خلق أجيال جديدة قادرة التتويج بجميع البطولات وضمان الاستمرارية لفترات من الزمن بما يضمن لها الهيمنة على مختلف البطولات والتربع على عرش أفريقيا لسنوات، حتى صار البعض يتوقع أن تنحصر المنافسة بين السنغال والمغرب خلال السنوات المقبلة، فكلاهما صار يمتلك جيلاً ذهبياً قادراً على المنافسة وحصد البطولات، وهذا ليس تقليلاً من الآخرين وإنما تعظيماً لكلا التجربتين، فالسنغال توجت بأمم أفريقيا للكبار وصعدت للمونديال الأخير والذى حقق فيه المغرب إنجازاً غير مسبوق بالوصول للمربع الذهبي.
تجربة السنغال رسالة للمسئولين عن الرياضة فى مصر
فى النهاية.. تجربة السنغال فى كرة القدم أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة من جانب المسئولين عن الكرة المصرية، للوقوف على أسباب نجاح تلك "الخلطة السرية" التى استطاعت من خلالها تحقيق هذه الطفرة الكروية والتى انعكس صداها على القارة الأفريقية، وصرنا نفاجأ بأخبار تتويج السنغال بالبطولات ونطرح تساؤلات أين نحن، وماذا عن منتخب مصر، وهل تحقق ذلك بسبب تطبيق مشروع رياضى حقيقى فى البلاد أم بوجود إدارة محترفة لإدارة كرة القدم، أم بزيادة عدد المحترفين أم بأسباب أخرى، إذا كنا نطمح فى بناء مشروع رياضى يعيد أمجاد الفراعنة من جديد ويضمن التربع على عرش أفريقيا لسنوات، أم سنظل نشاهد من بعيد ونندب حظنا ونبكى على اللبن المسكوب.