منذ أيام احتفل الزعيم عادل إمام بعيد ميلاده الثالث والثمانين، وهو الأمر الذى تحول إلى مظاهرة حب على منصات التواصل الاجتماعي، وبدى وكأنه زعيم روحي أو قائد سياسي يحتفل المريدون والمؤيدون به، وما أن سمعنا صوته في مداخلة هاتفية بإحدى برامج "التوك شو" شعرنا جميعنا بالنشوة والفرحة، حتى الـ "إفيه" الذي ألقاه الزعيمبتلقائية شديدة تحول إلى نكتة في ثوان معدودة، لم يكن هناك صوت يعلو فوق ظهور "الزعيم" في عيد ميلاده، المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا كلها احتفلت بيومه بمحبة وإذعان، شعور بالحب والرضا والعرفان لـ "يوسف المنسي" الذي لم ننساه يوما.
سنوات طويلة من البهجة عاشها المصريون مع زعيم الكوميديا، ربيب العظماء وسليل المجد، وخريج مدرسة "الأستاذ" فؤاد المهندس، وطوال هذه السنوات ورغم تكريمه في أكبر المهرجانات الدولية والعربية، وتقديره في عدد كبير من الدول العالم أبرزها تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة، وحصوله على وسام الاستحقاق من الجمهورية التونسية، فضلا عن تقديره الأكبر بحصوله على لقب "الزعيم" من جمهوره فى كل الوطن العربي، حتى أصبح اللقب الرسمي له، إلا أننا أبدا لم نره يفوز بجائزة النيل، عاما تلو آخر لم نسمع عن ترشيح الزعيم لأكبر جائزة تمنحها وزارة الثقافة والدولة المصرية لمبدعيها من المثقفين والفنانين منذ إطلاقها عام 1999، بل أننا أيضا لم نراه ضمن الفائزين بجائزة الدولة التقديرية أو المرشحين لها، على أقل تقدير، فهل فنان بمكانة وقيمة وإبداع الزعيم عادل إمام لا يستحق الفوز بجائزة الدولة؟
حصل على جائزة النيل في الفنون من قبل رموز فنية كبيرة، ففي العام الماضي نالها المخرج الكبير داود عبد السيد، وضمت قائمة الفائزين أسماء كبيرة مثل سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والمخرج الكبير على بدرخان والنجمة الراحلة ماجدة، والسيناريست الكبير وحيد حامد، وكلها بالتأكيد أسماء كبيرة ومؤثرة فى الفن المصري، لكن أليس أيضا عادل إمام مؤثرا فى الوجدان الشعبى المصري، ورمزا من رموزه الفنية، ونجم الشباك الأول خلال أربعة عقود؟
اعتقد أن المصريين بمختلف طوائفهم اتفقوا على حب الزعيم، الجميع صغار وكبار تعلق بنجمهم الأول، ولما لا فهو الذى قدم جميع الوجوه ولعب جميع الأدوار، اقترب من كل الطبقات الاجتماعية، وتناول فى فنه قضايا وهموم المصريين فى حياتهم العادية، تحدث بلغتهم، وجسد معاناتهم، عبر عن أفراحهم وأحزانهم، ومع مرور الوقت تحول الزعيم إلى أيقونة فنية مصرية متفردة، والآن ورغم غيابه عن الفن منذ أربعة أعوام كاملة لكننا لازلنا نستخدم "إفيهاته" فى حديثنا اليومي، جُملهُ جزءً من الثقافة الشعبية فى المنطقة العربية بأكملها، حتى فى عصر "السوشيال ميديا" نجده لا يغيب عن أبرز "المميز" على "الفيس بوك"، هذا كله لم يشفع له الترشح للجائزة المصرية الأرفع!
أتمنى أن نجد خلال العام القادماسم الزعيم عادل إمام ضمن المرشحين بل الفائزين بجائزة النيل، وأتمنى من الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، وهو فنان ومبدع يقدر القامات الكبيرة، أن يضع الفنان الكبير عادل إمام ضمن ترشيحات النقابة، فهو الأجدر بأن يفوز بها، واعتقد عن غيابه عن الفوز بها حتى الآن سقطة يتحملها الكثيرون.