لا معنى لوجود أرض بدون بشرية كذلك وجود وطن بدون مخلصين له وعاشقين لترابه، وفى المقابل يمنحنا الله عز وجل الوطن الذى يعد الأمان والسند والقوة الحقيقية للبقاء.
تابعت بشغف أغلب جلسات الحوار الوطنى بل وحضرت جلسات محددة تتناسب من طبيعة شغلى خاصة "بالمحور الاقتصادى"، ومن الواضح منذ الوهلة الأولى هو رغبة جميع المتخصصين وذوى الخبرة فى المشاركة الفعالة ليس فقط لإلقاء كلمات عابرة بل الجميع يتاكتف من أجل إيجاد حلول جذرية فى مختلف الملفات الاقتصادية، وما نتج عن التضخم العالمى وتبعياته ليصل للمواطن البسيط من خلال زيادة الأسعار لبعض السلع .
ما يتضح للجميع خاصة المتابعين جيدا للجلسات المختلفة للحوار الوطنى، أن الهدف واضح ومحدد هو المواطن المصرى البسيط الذى يعد من أولويات الدولة المصرية، وذلك جاء من خلال المشاركة لجميع أطياف المجتمع المصرى من أحزاب ومؤسسات سياسيا واجتماعيا، لأن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة.
وما نتج مؤخرا فى العالم كله من جراء كوفيد 19 والخرب الروسية الأوكرانية ومؤخرا حرب السودان جاء واضحا من خلال التأثير المباشر على كل القطاعات الاقتصادية عالميا وبالتبعية محليا.
لذا لا بد وأن نوضح للمواطن البسيط كيفية الاستفادة من كل ما يحدث حوله من خلال "تغيير ثقافة الاستهلاك"، لأن الغالبية يقومون بالشراء بداعى وبدون داعى وكميات أكثر من المطلوبة يوميا، وقد يلجأ البعض للتخلص من الكميات الزائدة بشكل أو بآخر، فلماذا لا نقوم بشراء الضرورى فقط أو ما يلزم الأسرة طبقا لعددها.
كما يجب التخلص من العادات الاجتماعية السلبية عند شراء ما يسمى بجهاز العروسة خاصة فى الطبقة المتوسطة والأقل أيضا.. لماذا يتم شراء 50 طقم مفروشات وآخر ملايات وأطقم الطعام والفرش بشكل عام حالة من المبالغة الرهيبة، هل سيمتنع العروسان عن الشراء طوال حياتهم؟ بالطبع لا .. لأن الأجهزة مثلا فى تطور مستمر وتكنولوجيا سريعة جدا حتى الفرش وغيرها يتغير لتغير الموديلات والألوان الحديثة، لذا نصيحة أن نقتصد فى مسألة الشراء بشكل عام ويكون الشراء للأشياء الضرورية فقط.
مرحلة لا شك أن بها تحديات كبيرة للجميع وسنجنى ثمار المصانع الجديدة ومشروعات الزراعة والبنية التحتية واستقطاب استثمارات أجنبية، وبالتالى توفير فرص عمل وغيرها من أمور إيجابية سيشعر بها المواطن بشكل أو بآخر قريبا بإذن الله.. نثق كل الثقة فى الإدارة الحكيمة للبلاد والقادم أفضل إذا تغيرت عادات كثيرة لدينا، لأنه كما قال الله تعالى "لا يغيـر الله ما بقـوم حتى يغيـروا ما بأنفسـهم".