يبدو أن أيام قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين داخل نادى توتنهام باتت معدودة، بعدما كشفت العديد من التقارير الصحفية نية إدارة النادى اللندنى تسويق مهاجم "السبيرز" خارج إنجلترا فى الانتقالات الصيفية المقبلة، ليس ذلك وحسب بل وتقديم عرض تخفيض 20 مليون يورو على قيمة الصفقة التي ستحدث ضجة كبرى بحجم مهاجم توتنهام العملاق وأحدث أبرز هدافى الدورى الإنجليزى فى المواسم الأخيرة..
ولكن كيف يحدد كين مستقبله.. وماذا عن وجهته المحتملة؟
إدارة توتنهام ربما تتخذ هذا القرار بعد تفكير عميق ودراسة وافية قبل التخلى عن نجم الفريق الأول، فـ هارى كين واحد من أهم المواهب الكروية فى ملاعب إنجلترا، ويقدم مستويات مميزة مع توتنهام وحقق معه العديد من الجوائز الفردية وغابت عنه البطولات، حيث يحتل المركز الثاني فى قائمة هدافى البريميرليج الموسم الجارى برصيد 28 هدفاً، خلف هالاند المتصدر بـ36 هدفاً، كما توج "كين" بجائزة "الحذاء الذهبي" كهداف للدورى الإنجليزى الممتاز موسمين متتاليين 2015/ 2016و2016/2017، كما احتل المركز الثانى فى قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليج بـ أهداف 209، ليتخطى السجل التهديفى لـ واين رونى صاحب المركز الثالث برصيد 208 أهداف، وكون ثنائية مميزة مع الكوري الجنوبي سون وطرق أبواب المجد وكان على بعد خطوة واحدة من التتويج بدورى أبطال أوروبا، والذى خسره توتنهام أمام ليفربول موسم 2018/2019، ولكن يبقى التتويج ببطولة والفوز بالكرة الذهبية حلماً مشروعا لأى لاعب، فكيف يحقق هارى كين هذا الحلم داخل جدران توتنهام الذى يعيش فترة هى الأسوأ خلال المواسم الأخيرة ابتعد خلالها عن المنافسة على اللقب وعن المراكز المؤهلة لأوروبا، وبات قابعاً فى المركز الثامن بجدول الترتيب، فكان مطلب الرحيل مشروعاً بالنسبة للاعب، أما إدارة النادى فتريد تحقيق أكبر مكاسب مالية، فضلا عن عدم انتقاله لأى من الأندية المنافسة فى البريميرليج، لذا قررت تخفيض سعره لتسهيل انتقاله خارج إنجلترا.
وماذا عن الوجهة المحتملة لـ"كين"؟
العديد من الصحف الإسبانية وعلى رأسها "آس" ربطت هارى كين بالانتقال إلى ريال مدريد للعديد من الأسباب، أبرزها قدرة العملاق الإسباني على تمويل تلك الصفقة والتي تفوق الـ100 مليون يورو، في ظل معاناة المنافسين من مشاكل مالية على أنقاض جائحة كورونا منذ سنوات، أما السبب الآخر هو بحث الميرنجى عن مهاجم لمنافسة النجم الفرنسي كريم بنزيما والذى تراجع حسه التهديفى مؤخراً، فضلاً عن كثرة إصاباته ومعاناة الفريق في غيابه، لذا ترى إدارة ريال مدريد والجهاز الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي أن كين هو الخيار الأفضل لمنافسة بنزيما على مركز المهاجم الصريح ونقل هجوم الميرنجى نقلة نوعية خلال المواسم المقبلة، فضلا عن إغراء كين بالاستقرار الفنى والإدارى الذى يعيشه الريال والذى سيحقق معه أحلامه بصعود منصات التتويج وربما الفوز بالكرة الذهبية.
وهناك تقارير ربطت انتقال هارى كين إلى مانشستر يونايتد، والذى يسعى جاهداً لبناء مشروع رياضى قوى يقوده المدرب المخضرم إيرك تين هاج، وظهر ذلك فى هتافات الجماهير له فى مباراة الفريقين الأخيرة "سنراك عندنا الموسم المقبل"، وبدوره رفض كين بالطبع التعليق عليه، احتراماً لإدارة ناديه، وهو ما جعل إدارة توتنهام تعارض انتقال اللاعب لأحد أندية إنجلترا، وتخفض 20 مليون يورو من سعر الصفقة للسماح بخروجه خارج إنجلترا.
وهناك تقارير أخرى ربطت هارى كين بالانتقال إلى باريس سان جيرمان، وعرضه من جانب وكيله بيني زهافي على النادى الباريسي، إلا أن تلك الخطوة ربما تحتاج لدراسة أعمق من جانب النجم الإنجليزى الموهوب، خاصة بعض الجوانب الفنية والرياضية المتعلقة المشروع الرياضى لـ"بى إس جى" هذا الفريق الملىء بالنجوم باختلاف طموحاتهم، والذى يجعل الانتقال إلى صفوفه خطوة تحتاج إلى دراسة مقارنة بمشروع الريال، كل ذلك يضع هارى كين فى مفترق طرق، إما تحقيق البطولات مع الريال أو جنى الأموال فى باريس، وعليه أن يختار أحدهما، وعلينا الانتظار لرؤية ما ستسفر عنه الأيام المقبلة في مستقبل أحد أهم المواهب الكروية في كرة القدم الإنجليزية.