بعد انعقاد جلسات الحوار الوطنى، ولمدة أسبوعين ماضيين، استغرقت 51 ساعة، ثلاثة أيام من كل أسبوع جلسات نقاشية، سياسية واقتصادية واجتماعية، حول قضايا شكلت أولويات هامة لدى المواطنين، منها قضايا حول قانون المحليات، وكيفية عودة المجالس المحلية بانتخابات مرضية للجميع، من أجل مشاركة سياسية فعالة وإيجابية للدولة المصرية، ومنها قضايا التعليم فى مصر وطرح عدد من المشاكل والحلول حول المراحل التعليمية المختلفة والتى تهم كل بيت مصرى، والقضايا المجتمعية والثقافية منها السكانية والهوية المصرية وقانون الوصايا الذى أثار اهتماما كبيرا بعد عرض عراقيله فى الدراما الرمضاينة لهذا العام، فأصبح على طاولة نقاش الحوار الموطنى.
من هنا نستطيع الربط بين الحوار الوطنى والشاع المصرى، فلم يكن الحوار الوطنى يخص فقط قضايا مؤسسات بعينها، أو أفكار لأحزاب سياسية، أو طموح لمؤسسات مجتمع مدنى من أجل الحصول على أفضل المزايا والتسهيلات من أجل دعم فئة شبابية، أو الحصول على منافع فردية، بل أثبت الحوار الوطنى جديته واهتمامه بالمواطن المصرى البسيط، فأصبح النقاش حول قضايا حياتية ليس لها علاقة بالحصول على ميزة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، قضايا تهم المواطن وعليه أصبح الحوار الوطنى حديث الساعة على مدار اليوم، حديث الصباح والمساء، ففى كل مكان تجد مجموعة من الناس تتحدث عن الحوار الوطنى، فى العمل والنادى ووسائل المواصلات وبين المارة فى المحلات بخلاف الأحزاب والنقابات والجمعيات والمؤسسات الأهلية، حتى الأبناء فى البيت يسألون الأب والأم، هل ممكن طرح مشكلة مثلاً حدثت معهم فى المدرسة أو الجامعة فى الحوار الوطنى؟.
أصبح الحوار الوطنى الباب الأمثل الذى يحاول أن يطرقه المصريون، اَملين أن يكون خلف هذا الباب كل الحلول، أعتقد أن هذا الزخم فى التشاور والسؤال والحديث والتعاون هو بمثابة نجاح حقيقى للحوار الوطنى، أعتقد أن هذا الحوار البناء قد جنى ثمار قبل أن ينتهى، فما بالك بنهاية الغرس، نهاية الغرس فى الحوار الوطنى الذى سيهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى بنفسه بفرز الحصاد والعمل على تهيئته لصالح كل مواطن مصرى والدولة المصرية.
الحوار الوطنى البوابة الأولى لقوة الجمهورية الجديدة، بعد أن نفذت القيادة السياسية العديد من المشاريع التنموية، فى كافة المجالات، بنية تحتية وتعزيز الثروة الزراعية و الحيوانية ومحاولة توطين الصناعات، أرى أن الحوار الوطنى توطينا للأفكار والطموح، ورعاية لكافة المصريين، وتعزيز التلاحم والتقارب بين كل فئات المجتمع المصرى، وأن يكون الجميع مهموم بقضايا الجميع إلى أن نصل جميعنا للحلول" مساحات مشتركة"، الاعتراف بالمشكلة بداية الحل، التلاقى بين الأفكار المختلفة بداية لديمقراطية حقيقية، إعلاء المصلحة العامة يعنى الوطنية الحقيقية، البحث عن الحب بين كل الأفكار المطروحة لهذا البلد العظيم مصر، فخورة بمصريتى .