هذا هو حال حكام ملوك الطوائف
لم يكن قول الشاعر الحسن بن رشيق عن وصف ملوك الطوائف بأنهم ظاهرة صوتية فأغلبهم يحملون أسماء وألقابا غير حقيقية، فاستخدم الشاعر بيتين من أجمل الأبيات الشعرية التى يمكن أن نستخدمها الآن على الأغلبية العظمى من حكامنا العرب والمسلمين فيقول ابن رشيق.
مما يـزهدنى فى أرض أندلس أســماء معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة فى غير موضعها كالهر يحكى انتفاخـا صولة الأسد
هذا هو حال حكام ملوك الطوائف وهم الحكام الذى بدا مع السقوط الأكبر للأندلس، ففى دولتهم ضاعت أغلب أراضى الأندلس، وهو ما أكدته دراسة الباحثة مريم المير وعددت أسابا كثيرة، كانت وراء سقوط الأندلس ذكرنا بعضها واليوم نواصل طرح عدد منها، أولها المعاصى والترف، وهذان داءان لا دواء لهما إلا الاستقامة على الشرع، وهذا كان أمرا لا يتوفر لأمراء ذلك الوقت، ولم تأت المعاصى والترف إلا لهلاك الأمم، يقول مؤرخ مجهول وهو بصدد الحديث عن الفيضان الذى وقع بغرناطة سنة 883هـ «ومن وقت هذا السيل العظيم بدأ الأمير أبوالحسن «أمير غرناطة» فى التقهقر والانتكاس والانتقاص، ذلك أنه اشتغل باللذات والانهماك فى الشهوات، واللهو بالنساء والمطربات وركن إلى الراحة والحفلات».
• إهمال أمر الجند.. قصر حكام الأندلس فى هذا المجال كثيرا، فهذا أبوالحسن أمير غرناطة قد «ضيع الجند، وأسقط كثيرا من نجدة الفرسان.. ووزيره يضبط المغارم ويثقلها.. ويجهل من فيه نجدة وشجاعة من الفرسان، ويقطع عنهم المعروف والإحسان، حتى باع الجند ثيابهم وخيلهم وآلة حربهم وأكلوا أثمانها، وقتل كثيرا من أهل الرأى والتدبير والرؤساء الشجعان من أهل الأندلس وحصونها»، ويذكر الذهبى، أنه فى معركة العقاب كان أكبر سبب للهزيمة، غضب الجند من تأخر عطائهم.
وللحديث بقية غداً إن شاء الله.