"أنا خير منه"، كانت هذه الجملة التي أطاحت بإبليس من الجنة للجحيم، ومن رضا الله لسخطه، عندما تكبر وتغطرس ونسي نفسه، ومنحها الأفضلية والخيرية، فصدح قائلا :أنا خير منه".
للآسف.. يمنح البعض أنفسهم صكوك الأفضلية والخيرية، بمقياس نفسه، وبميزان هواه، وبأنانية مفرطة، ويصنع هذا الوهم داخل نفسه، ويقتنع به، فيعيش بين الناس مذموما مدحور، مغرورا واهما بالأفضلية الخداعة.
ثق تماما بأن التواضع يحطم الغرور، والصوت الهادئ أقوى من الصراخ، وأن التهذيب يهزم الوقاحة، وأن الأفضلية يمنحها لك الناس بتواضعك وأخلاقك وسلوكك، وحب الناس لك.
التواضع" هو أسرع وسيلة يحقن في أوردتك جرعات من الود العميق والمحبة الشديدة نحو الآخرين، وبه تستطيع أن تكسب العقول والقلوب، وتجلس على شرفات القلوب، بينما "مكياج الغرور الكاذب الخادع، والادعاء والتصنع والشعور المبتذل بالعظمة، يجعل الناس تنفض من حولك.
الفخر الحقيقي ليس بالمال ولا بالجاه ولا الحسب والنسب، وإنما بـ"الأخلاق" و"التواضع"، فهناك أشخاص مريحون حولنا، لا يفتخرون بشيء في هذه الحياة سوى بأخلاقهم، لا يهمهم في هذه الحياة الدنيا إلا الابتسامة والتواضع.
هؤلاء الأشخاص المتواضعون الواثقون من أنفسهم، لا يمكن أن تراهم يتحدثون عن أنفسهم، أو يفرطون في وصف ذاتهم، أو يمنحون ذاتهم الأفضلية والخيرية، فثقتهم في أنفسهم تنأى بهم عن ذلك، يتركون هذه الأفعال الصغيرة للمهتزين نفسيا والمرتبكين فكريا، فتواضعوا تصحوا.