قد نعتقد أحيانًا بأن الأبواب أغلقت أمامنا بالضبة والمفتاح، وأن الطريق الذى نسلكه منذ سنوات طويلة نهايته عبارة عن "يوتيرن" يدفعنا للبدء من نقطة الصفر، وأن بعض الأشخاص حولنا ما هم إلا عبارة عن عوائق في طريقنا لتجعلنا نقف محلك سر ولا نتقدم للأمام خطوة واحدة في حياتنا سواء المهنية أو الاجتماعية.
والحقيقة عزيزى القارئ أن كل هذه التفسيرات ما هى إلا من وحى خيالنا وناتجة عن استسلامنا وتحويلنا لفريسة لليأس والإحباط واكتفائنا بالخطوات التي قمنا بها للوصول لهدف ما دون أن نتحقق من إذا كان تسرعنا قد دفعنا لاتخاذ خطوة خاطئة جعلتنا نصل لما نحن عليه ونكتفى طوال حياتنا باتهامنا للآخرين بأنهم سبب فشلنا والحقيقة ماهم إلا شماعة لتعليق أخطائنا التي أرتكبناها دون وعى وإدراك مننا.
والحل هو أن نقف مع أنفسنا وقفة صراحة ونناقش نفسنا بموضوعية وحيادية دون أن نتحيز لأنفسنا لثانية واحدة وندعى بإننا ضحايا الآخرون، وبدلاً من ذلك نفكر في السبب الذى حال بيننا وبين وصولنا لهدفنا الذى نسعى إليه طوال الوقت، ونضع خطة جديدة نسير عليها وإذا فشلت نضع أخرى أو نستعين بأراء ونصائح غيرنا من أهل الخبرة حتى يساعدوننا في إصلاح ما أفسدناه في حياتنا سواء في عملنا أو علاقتنا بالآخرين سواء كانوا زملائنا في العمل أو أصدقائنا أو حتى أنفسنا.
وإذا فشلت جميع خططنا لا يجب أن نطلق على أنفسنا لقب فشلة أو عجزة، فلعلنا فى الحقيقة بحاجة لتغيير هدفنا فقد نكون لسنا مؤهلين له في هذه اللحظة ونحتاج لتدريب أنفسنا وثقل خبراتنا حتى نصبح مؤهلين له فيما بعد أو قد يكون هناك طريق أفضل لنا لم نلاحظه بعد بسبب إنشغالنا بالسير في الطريق الذى لم يساعدنا في الوصول لما نحلم به، لذلك أعتقد عزيزي القارىء بأننا بحاجة لنمنح أنفسنا فرصة جديدة كل يوم حتى نبدأ من جديد لنصل في نهاية المطاف إلى مانحلم به.