عادة ولا هنشتريها! مثل من ضمن عشرات الأمثال التى يطلقها الشعب المصرى على مواقفه التى تتكرر فى حياته اليومية، ومنها هذا المثل الذى يأتى وقته عقب تفاقم أزمة مياه الشرب من انقطاع متكرر وتلوثها وتغير لونها وطعمها ورائحتها.
الانقطاع الدائم لمياه الشرب فى عدد من المحافظات سبب أزمات كثيرة للمواطنين خاصة الطبقة الفقيرة التى لا تستطيع شراء المياه من الفناطيس أو المياه المعدنية، فمع انقطاع المياه تتخزن بدورها داخل المواسير وشبكات المياه التى تؤدى لكارثة تغير لونها وطعمها ورائحتها أيضًا، فضلاً عن وجود شوائب من صدى مواسير الشرب التى لم يتم تجديدها منذ سنوات ما يصيب المواطنين بالأمراض ومنها الفشل الكلوى.
المواطنون لم يجدوا مفرًا من تنظيم فعاليات احتجاجية كثيرة للمطالبة بحل الأزمة التى وصلت ذروتها خلال الأيام الماضية، إلا أن الحال هو الحال وما زالت الأزمة مستمرة رغم وعود المسئولين بحلها فى أيام معدودة، وما زال اعتماد الأهالى فى معيشتهم على الطلمبات الحبشية غير الآمنة، بالإضافة إلى رحلتهم اليومية للمراكز المجاورة، من أجل توفير احتياجاتهم من المياه.
كما أن المسئولين فشلوا فى حل هذه الأزمة، وعبر عدد كبير من الأهالى عن غضبهم من ذلك، مؤكدين أنهم تقدموا بشكاوى عديدة لهم ولسان حالهم "مين سامع!!" كما أن المئات من الأسر قد ضاعت كرامتها خاصة السيدات خلال رحلتهن اليومية للقرى المجاورة للحصول على احتياجاتهم من مياه الشرب.
فمعظم السيدات عليهن العبء الأكبر لتوفير احتياجات الأسرة من المياه وأن الكثير منهن يتعرضن لمضايقات تصل لحد التحرش خلال سفرهم إلى المراكز المجاورة لتوفير مياه الشرب وملء جراكن المياه الخاصة بهن.
وأحد المواطنين بمحافظة البحيرة تساءل "مظاهرات واتظاهرنا وقطع طرق وقطعنا فيه إيه بعد كده نولع فى نفسنا علشان نشرب شوية ميه".
المشكلة ليست بالهينة، فالأهالى يشكون انعدام ونقص المياه، حتى بعد عودتها تتحول وكأنها بركة مياه ملوثة، والمسئول ليس لديه أدنى مشكلة فهو يمتلك حلول كثيرة بالنسبة له، ولكن يعجز عن حلها للمواطن، ومن هنا نتساءل هل يبقى الوضع كما هو عليه ونعجز عن حل مشكلة من أهم وأبسط مطالب المواطن الفقير وهو الحصول على كوب ماء نظيف؟!. ونرجع ونقول هى عادة ولا هنشتريها!.