عزيزى المواطن، وأنت فى قمة انزعاجك الصباحى، وعاجز عن قراءة يومك، ولا تعرف ما الذى ستفعله كى تتفادى الكوارث النهارية التى حتمًا ستصيبك مهما حاولت أن تغلق عينيك، لا تفكر فى البحث عن «البهجة» عبر الإنترنت، لأنك إن استبد بك الخوف من الواقع، وبحثت عن العالم الافتراضى، وبدأت فى تصفح مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية، فسوف تقع عيناك على ما كتبه الممثل محمد رمضان على صفحته الخاصة على الـ«فيس بوك»، والتى يقول لك فيها: «الحمد لله.. اشتريت أمس السيارتين الأقرب إلى قلبى، لامبورجينى أفنتادور ورولز رويس جوست، بحب أشارك جمهورى كل اللحظات الحلوة فى حياتى»، ثم تصحب ذلك التعليق صورتان لمحمد رمضان واقفًا بجانب سيارتيه الجديدتين اللتين غالبًا لن تكون رأيتهما عن قرب قبل ذلك، وكل ذلك داخل ما يبدو أنه فيلا خاصة به.
طبعًا من حق الفنان محمد رمضان أن يفرح بنجاحه، وبكون مسلسله «الأسطورة» حقق نسبة مشاهدة عالية فى شهر رمضان الماضى، وأنه يقدم مسرحية- بحسب العائد المادى- ناجحة أيضًا، كما أن من حقه البحث عن سبل راحة، وأن يعيش حياة تتناسب مع دخله المادى المرتفع، وأن ينفق مما فتح الله عليه، لكن ليس من حقه أن يفاجئ خلق الله البسطاء الذين يستيقظون كل صباح فزعين وهم يحاولون فهم المقصود من «الضريبة المضاعفة» التى سوف تطبق قريبًا، وهم لا يعرفون كيف ينجون منها، ولا يعرفون تحديدًا ما السلع التى سيرتفع سعرها، أو التى ستظل على حالها.
لم يقرأ محمد رمضان الواقع المحيط به بشكل جيد، ولم يتعرف على حالة المجتمع المصرى واقتصاده ودخله وظروفه، وما فعله يكشف أنه لا يعرف «جمهوره» بشكل كاف، ولا يعرف أن نجوميته يصنعها أبناء الفقراء الذين يسيرون على أقدامهم مسافات طويلة فى محاولة لتوفير جنيه واحد، وأؤكد أن محمد رمضان ليس مطالبًا بالتقشف وممارسة حياة الفقراء، لكنه مطالب- ما دام يريد التواصل مع جمهوره- أن تكون عينه عليهم وعلى ظروفهم.