دعانى السفير خيرات لاما سفير جمهورية كازاخستان بالقاهرة لحضور الاحتفالات بالذكرى الـ 800 لميلاد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى(1223-1277م)، المولود في كازاخستان، وسلطان مصر والشام والمؤسس الحقيقى لدولة المماليك البحرية، والذى يمثل جسرا ثقافيا بين الشعبين المصري والكازاخى، بالإضافة إلى كونه بطلا ملهما فى السيرة الشعبية المصرية والعربية والإسلامية وقاهرا للغزاة فى معركتى المنصورة وعين جالوت ومعارك أخرى، وشهد عصره الذى استمر سبعة عشر عاما جهودا عظيمة فى تأمين حدود مصر والعالم الإسلامى ضد أطماع الغزاة من الشرق والغرب، كما شهد عصره نهضة علمية وحضارية كبيرة وإنشاء عدد من المدارس والمكتبات ومنها: المدرسة الظاهرية والمكتبة الظاهرية، وازدهار فن العمارة الإسلامية. تلك الإنجازات التي وثقتها كتابات المقريزي والذهبي والسيوطي والنويرى وابن تغر وغيرهم من المؤرخين، بالإضافة إلى عشرات الأبحاث التي قدمها المستشرقون والباحثون في الجامعات الغربية عن سيرة وشخصية الظاهر بيبرس.
الاحتفالات بذكرى الملك الظاهر بيبرس، شملت ندوة علمية ومؤتمر دولى عن الظاهر بيبرس، وإعادة افتتاح مسجد تاريخى يحمل اسمه وبنى فى عهده عام 1266 م في نفس الحى الذى يحمل لقبه “الظاهر"، بعد إعادة ترميمه بالتعاون بين الحكومتين المصرية والكازاخية، وقد أبهرنى ما رأيته من تفاصيل زخرفية جصية أو محفورة في الحجر وصحن مكشوف فى أروع تعبير عن الفن فى عصر الملك الظاهر.
وكذلك أقيم احتفال فنى بدار الأوبرا عرضت فيه جوانب وثائقية وفنية من سيرة الملك الظاهر بيبرس، وأقيم معرض على هامش ذكراه وتأسست جمعية تاريخية باسم الظاهر بيبرس، تضم مثقفين وأكاديميين لتوثيق حقبة مهمة من التاريخ الحضارى لمصر وكازاخستان.
وقد كانت تلك المناسبة فرصة للقاء الصديق العزيز السفير بولات سارسنباييف رئيس مركز نزار باييف لحوار الأديان والحضارات في كازاخستان، والذى تربطنى به وعائلته صداقة متينة. والذى يزور مصر برفقة الدكتور ماولين أشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية كازاخستان، لحضور احتفالات ذكرى ميلاد الظاهر بيبرس.
ورغم الجدل حول السلطان الظاهر وسيرته والخلط بين التاريخ والأساطير أحيانا، إلا أنه يظل علامة فارقة على صداقة تاريخية بين مصر وكازاخستان.