أوجه رسالتى اليوم لشباب مصر بمقدمة الصف الذى يطول ليشمل كل مصرى ومصرية من مختلف الأعمار والطبقات الإجتماعية. الشباب هم عصب المجتمع وغده الذى نتطلع أن يكون أفضل بإذن الله، فماذا أنتم فاعلون لإنقاذ الوطن والنهوض به بغض النظر عن الشكوى التى لا تنقطع والاستياء من كل شىء والرفض الدائم حتى لسماع النصيحة؟
وماذا ستقدم لكم المقاهى أو بتعبير أحدث الكافيهات التى تعمرونها ليلاً ونهاراً وتهدرون بها أوقاتكم تلك التى إن ضاعت لن يعوضها شيء، ولن تعود مجدداً وغالباً ما ستندمون على ضياعها حينما لا ينفع الندم؟! ومن ذا الذى تنتظرونه ليأخذكم من أيديكم للطريق الوردى الحالم الذى ترغبون به دون جهد وبحث وعمل جاد حقيقى تجنون ثماره بأيديكم؟
فقط وجهوا أنظاركم نحو الأمل وتمسكوا بالتفاؤل واعلموا جيدا أن لكل مجتهد نصيب.
وهذا ما يدعونى دائماً للحديث غير المنقطع عن طابور طويل من النماذج الملهمة التى تبعث الأمل بالنفوس وتؤكد أن العزيمة والإصرار الذى يمتلكه كل صاحب طموح وموهبة أو إبداع ما، هم مفاتيح الأبواب المغلقة ذات الأقفال الحديدية، وبما أننا نبحث عن كل مبدع متفرد بمجاله ليستحق أن يتصدر قائمة التريند المصرى الحقيقى، ويدفع بكل ما هو تافه ردىء إلى الصفوف الخلفية، سأتوقف عند نموذج جديد للتريند المصري:
"المعلمة والباحثة المصرية سمية الخطيب"
فى العاشر من مايو الجارى كانت سمية الخطيب، المعلمة بالمدرسة المصرية الدولية والباحثة بجامعة القاهرة، على موعد مع إلقاء كلمة بالحدث الأهم فى مجال تكنولوجيا التعليم، كممثلة لمصر فى ملتقى المعلمين للتكنولوجيا فى منطقة الشرق الأوسط، بعد أن أهلها فوزها بمسابقة teacher masterclass التابعة لأكاديمية الملكة رانيا ومؤسسة T4، أن تكون متحدثة فى الحدث الأهم بمجال تكنولوجيا التعليم.
فوز سمية بمسابقة teacher masterclass التابعة لأكاديمية الملكة رانيا، جاء بعد تدشينها لتطبيق Tap the danger، الخاص بتدريب الأطفال فى المدارس على مواجهة المخاطر. هذا المشروع الذى دشنته من رحم موقف تعرضت له كمدرسة.
ووفقًا لسرد سمية جاءت فكرة الأبليكيشن من رحم موقف مرت به، حينما حدث تسرب غاز فى مدرسة وانتشرت رائحة الغاز فى كافة أرجاء المدرسة، وخلال عملية الإخلاء رغم تدريب الطلاب عليها، وجدت تدافعا وعدم تطبيق لأى من قواعد الإخلاء التى تم تدريب الطلاب عليها، ومن هنا تبادرت لها فكرة لتدريب الطلاب على طريقة الإخلاء والتعامل مع كافة المخاطر. وكانت ردود أفعال الطلاب مختلفة ومتباينة فى التعامل مع الموقف، ورغم احتوائها لخوفهم وقلقهم ومرور الموقف دون أى خسائر، إلا أن الأمر لم يمر عليها مرور الكرام، حيث بدأت رحلتها بالبحث عن طريقة لتدريب الطلاب على عملية إخلاء منظمة، الأمر الذى ربطته مع تخصصها بتكنولوجيا التعليم، لذلك فكرت فى تدشين التطبيق، لا سيما فى ظل تعلق الأطفال بالتكنولوجيا.
وبالنسبة للمخاطر التى تناولها البرنامج، أشارت إلى أن هناك 6 موضوعات حتى الآن، منها: التعامل مع الكهرباء، الحريق، السلامة الشخصية، التعامل مع الأشخاص وكيفية طلب المساعدة، الزلازل، مضيفة أن هناك خطة لتطوير التطبيق والتوسع به، وأنها فى انتظار دعمه من الجهات المتخصصة بالأمر، وذلك من دافع اهتمامها بتنفيذه فى المدارس لأهميته للطلاب.
إذ أنها حاليا فى مرحلة تسجيل التطبيق بالهيئة التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، متمنية دعم وزارة التربية والتعليم وتطبيقه فى المدارس، لا سيما أنها معلمة تابعة للوزارة وفى مرحلة تجريب فائدة التطبيق على طلابها.
إلى لقاء غير منقطع مع نموذج مضىء للتريند المصري..