عندما تتحدث عن الاستثمار دائما ما ينصرف النظر إلى الاقتصاد والأموال فحسب، بينما في ظل المتغيرات ومستجدات الحداثة هناك نماذج ساحرة للاستتثمار، وتأتى على رأس هذه النماذج الاستثمار في القوى الناعمة، وحديثنا هنا عن القوى الناعمة ليست بالمفهوم التقليدي الذى يتوقف عند تعزيز دور الدولة وحضورها المعنوى فى محيطها الإقليمى والدولى فقط، إنما وفقا لمفهوم استثمارى من شأنه إضافة المليارات من الدولارات حال توظيفه جيدا واعتباره صناعة في المقومات الثقافية والحضارية للدولة.
وتبدأ تلك الصناعة من التوجه نحو طرح مبادرات ورؤى لاستغلال القوى الناعمة التى أصبحت مجالا خصبا للاستثمار يمكن أن يُشكل رقما مهما فى ميزانية أي دولة.
وأنا هنا أتحدث عن ضرورة يجب أن تتجه إليها الدولة المصرية بقوة، خاصة أننا نمتلك تاريخا كبيرا ومقومات كبيرة للقوى الناعمة، غير أن المتتبع يجد أن هناك دولا أرادت أن تستثمر في القوى الناعمة فقررت الاستعانة بالعناصر المصرية خاصة البشرية باعتبارها الأكثر حضورا وتاثيرا، بل استعانت بكثير من الإرث المصرى الحضارى.
نعم مصر توجهت بقوة منذ 2014 نحو الاستفادة من القوة الناعمة المصرية في كثير من المجالات، خاصة الفنون والدراما والعلاقات الدولية، لكن علينا أن نتذكر أن السياحة على الأخص هي واحدة من تجليات القوى الناعمة المصرية تحتاج منا إلى رؤية اقتصادية وسياسية وتسويقية تتماشى مع المتغيرات والمستجدات التي جرت في العالم الآن من ناحية، وأيضا تستفاد من مقومات مصر الكبيرة فكثير من المنظمات الدولية والمؤسسات تضع مصر على خريطة السياحة العالمية حال الإدارة الجيدة للموارد والروافد.
نهاية.. علينا أن نتذكر أن مصر من أفضل دول العالم أداءً في مؤشر القوى الناعمة خلال الأعوام القليلة الماضية، وبالتالى فنحن نمتلك كل شئ يمكننا من تفعيل هذا الدور والاستثمار فيه، وأن نعلم أن تضييع الفرصة ليست أكثر من تضييع لمليارات الدولارات يمكن إضافتها لموارد الدولة في ظل احتياجنا إلى تعظيم استثماراتنا لمواجهة الظروف الاقتصادية..