ربح الذين راهنوا على عودة الروح لبغداد، لينتهى الامتحان وتنبض ضفاف نهر دجلة مجددا بعودة الحياة إلى شوارع عاصمة بلاد الرافدين، حيث عادت روح العاصمة بأمنها وتكامل خدماتها من شوارع وكهرباء ومياه وإعادة إعمار ما خلفته السنوات الصعاب التى شهدتها العراق.
ها هى بغداد بدأت تعود إلى تاريخها ومجدها وشبابها، بإرادة شعبية ورغبة صادقة من شعبه المتحضر فى بناء العراق، تعود بالشعب الذى انتصر على كل محاولات تخريب دولته والذى هزم داعش، والقادر على صنع استقرار عاصمة الثقافة وإعادة إعمار ما تم تدميره على أيادى المليشيات الإرهابية.
شاهدتها فى 2017 فى بداية تعافيها، أثناء احتفالات العراق بالنصر على تنظيم داعش الإرهابي، وبعد أن نجحت القوات العراقية من تحرير كامل الحدود العراقية السورية من قبضة داعش، واليوم أرى عروس الخليج العربى تتزين لاستقبال عشاقها، وذلك خلال تواجدنا ضمن الوفد الإعلامى المصرى بدعوة من الكاتب الصحفى مؤيد اللامى، رئيس اتحاد الصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين العراقيين، للمشاركة فى العيد الوطنى للصحافة العراقية ذكرى صدور أول صحيفة عراقية هى صحيفة الزوراء عام 1869، أراها تستعيد تألقها الذى اشتهرت به طوال عقود.
الوضع اختلف كثيرا، حركة إعمار هائلة تشهدها العاصمة العراقية، منذ خروجى من مطار بغداد وأنا أشاهد أشجار الإعمار تزين الشوارع، خضرا وإعمار وطرق جديدة تشهدها عاصمة الثقافة العربية، ما شاهدته من المشاريع والأبراج التى تنجز فى بغداد يؤكد أننا فى مرحلة فارقة وزاخرة بالاستقرار وأن العراق استعادت عافيتها.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تجولت فى شوارع بغداد فى وقت متأخر من الليل حتى مطلع الفجر، لأرى الشوارع الحية والحركة التى لا تنضب، والمطاعم والمقاهى المزدحمة بالعائلات، والحفلات الغنائية التى تقام فى نوادى العاصمة، والتى كان من بينها الحفلات التى أقيمت بمناسبة احتفال نقابة الصحفيين العراقيين بعيد الصحافة العراقية والتى امتلئت بالجمهور والعائلات واستمرت حتى وقت متأخر من الليل، كل ذلك جاء نتيجة ما تشهده العراق من استقرار أمنى، والجهود التى تقوم بها الحكومة العراقية برئاسة المهندس محمد شياع السودانى، رئيس مجلس الوزراء.. حفظ الله العراق وشعبها و كل عام والزملاء الصحفيين العراقيين بخير.. وكل عام والصحافة العراقية مستمرة فى عطائها وتميزها ودفاعها عن بلاد الرافدين.