أنا من أنصار مبدأ المبادرات الثقافية والتحديات والمسابقات، وأراها مفيدة بصورة من الصور، فهى من الممكن لها أن تجعل أحدهم يقرأ، أو يتنبه إلى كتاب معين أو حقل معين فى الثقافة، أي أنها على العموم لا تعدم الفائدة، لكن ذلك يقتضى شروطا معينة.
أول هذه الشروط أن تكون ذات جدوى، أى أنها لا تكون مجرد "مبادرة" والسلام، بغرض "الشو" أو لفت الانتباه، والجدوى من معانيها "الإفادة المباشرة" أى تحقيق هدف ومنتج لما يحدث بصورة ملحوظة.
وثانى الشروط أن تكون المبادرة مناسبة للبيئة الموجهة إليها، والمناسبة هنا تعنى التنبه للحالة الاقتصادية والحالة الاجتماعية ونسبة الثقافة ودرجة التعليم وغير ذلك من توفر إمكانات وخلافه.
ثالث الشروط وأهمها يتعلق بالإنسان المستهدف لهذه المبادرة، ومراعاة ما يتعلق بظروفه المختلفة، والغاية المرجوة منه.
بالطبع هناك شروط أخرى يمكن رصدها، لكن ما ذكرته عادة لا يكون متوفرًا بصورة كاملة فى المبادرات، لذا نرجو الانتباه.
هناك بعض المبادرات والمسابقات والتحديات التى تتم، ربما يكون مطلقوها – أنفسهم - لا يعرفون الغاية منها بشكل واضح، ومن ذلك "تحدى أبجد" الذى راح ينافس فى عدد القراءات، يبحث عن رقم مجرد رقم، لكن لا يختبر وعيا ولا يعين على إدراك ومعرفة، لذا أرجو من القائمين على أبجد عندما يفكرون فى المرة المقبلة لتحد جديد أن يدرسوه بصورة جيدة، لأنه يمكن لاتساع دائرتهم فى العالم العربى أن يفعلوا شيئا ذا قيمة.
وعلى العموم يا أهلا بالمبادرات والتحديات والمسابقات التى تنشغل بالثقافة وما فيها.