الحديث حول أهمية وجدوى المشروعات الاقتصادية والقومية وتطوير البنية التحيتة في مصر أصبح محل وجهات نظر مختلفة، فهناك من يرى أنه لا جدوى منها في ظل معاناة المواطن الآنية، وهناك من يرى أنها لا تتماشى مع فقه الواقع أو فقه الأولويات، في حين هناك من يرى أن ما تفعله مصر بمثابة نموذج يُحتذى به، وما بين هذا وذاك، علينا أن نعلم أن الصين التى تحولت إلى ثانى قوة اقتصادية في العالم اتخذت توجها يُراعى مسئولية بناء مستقبل الصين على حساب بعض رفاهية المواطن الصينى في الحاضر.
غير أنه من المشكلات التي تم رصدها وعواقبها كانت صعبة وسيئة بشأن إحداث عملية التنمية في الدول ذات الاقتصاديات النامية خلال العقود الماضية، هو تبنى هذه الاقتصاديات برامج تنموية تركز فقط على إرضاء الشعب أكثر من التركيز على مستقبل الوطن، من خلال التركيز على حل مشكلات المواطن البسيطة، أو إرضائه بإعطائه رفاهية مؤقتة على حساب بناء المستقبل.
نعم، إرضاء المواطن والتخفيف عليه مهم، لكن يجب علينا أن نُدرك أنه من الأهمية أيضا أن نُركز على مستقبل الوطن، فكما ننظر إلى الحاضر يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل.
لذا ، يجب أن يكون هناك وعى لدى المواطن أن ما يُحدث الآن في مصر من تنمية اقتصادية وبنية تحتية هو النظر نحو مستقبل الوطن حتى ولو كان على حساب بعض رفاهية الحاضر، فليس من المعقول أن نأكل اليوم وأبناؤنا تجوع غدا..؟ وليس من المعقول أن نتحدث عن تنمية مستدامة ولا نطبق قواعدها أو نحقق شروطها..؟ وليس من المعقول أن نردد أن الحل في الاستثمار وجذب السياحة والاستفادة من مقدرات الدولة، ولا نضحى من أجل عمل بنية تحتية ومشروعات وموانئ ومطارات وطرق ليأتى إلينا الاستثمار وتأتى إلينا السياحة، ونتمكن من استغلال موقع ومقدرات الدولة..!
نهاية .. من الصحيح مرعاة ظروف المواطن ورفاهيته الآنية والأصح أن نبنى للمستقبل كما نبنى للحاضر..