فى عام 1867 اخترع المهندس الكيميائى السويدى ألفريد نوبل الديناميت... كان الرجل فرحا وسعيدا باختراعه الذى سوف يسهم فى تسهيل بناء الجسور والطرق والسكك الحديدية والتعدين وحفر الأنفاق ومساعدة البشر فوق البسيطة للتطور والبناء والإعمار.
لم يدر بخلد وتفكير نوبل أن هناك آخرين من البشر سوف يجعلون من اختراعه أداة للموت وحصد الأرواح والدمار والخراب، فندم الرجل وأوصى بكل ثروته التى جناها من الاختراع إلى إنشاء جائزة سميت باسمه - جائزة نوبل - للاختراعات والابتكارات العلمية والإبداعات الأدبية والمجهودات البشرية من أجل السلام والاستقرار.
من ذلك الوقت انتبه العالمأن كل ما هو جديد ومبتكر يشبه فى استخدامه نصل السكين، يساهم فى صنع الحلوى والطعام وأيضا يستخدم للقتل والتهديد وارتكاب الجرائم... ونفس الحال ينطبق على السوشيال ميديا - مواقع التواصل الاجتماعى - التى كان الأصل فيها التقارب والتعارف بين البشر لكن فى جانبها الآخر صارت مصدرا للفضائح ونشر الكراهية البغيضة وبث الفتن بين الناس.
الأمثلة كثيرة وآخرها ما نعيشه الآن أو فى السنوات الأخيرة وما يسمى بـ"الذكاء الاصطناعى" وحالة الخوف والرعب من المستقبل مع هذا التطور التكنولوجى الجديد.
الذكاء الاصطناعى.. ببساطة عبارة عن أنظمة محوسبة قادرة بطريقة ما على محاكاة عمليات التفكير البشرى وأداء مهام مماثلة لنا أو لغيرنا من الكائنات الذكية الواعية، وهنا يكمن الخوف البشرى من هذا القادم الذى تصل درجة تصور البعض له أنه سيحل محل البشر فى كل شىء بل قد يسود ويحكم الكرة الأرضية، مثلما تخيل بعض كتاب السينما العالمية وشاهده الناس فى عدد من أفلام الخيال العلمى منذ الخمسينيات وحتى وقت قريب وكان مجرد حلم، حتى أصبح الآن جزء من حياة البشر التكنولوجية.
التطور التكنولوجى المسمى بـ"الذكاء الاصطناعى" طوره خبراء التكنولوجيا لفائدة البشر وحياتهم العملية فى كل مجالات الحياة المهنية والعلمية والطبية وغيرها، فهو قادر على تحليل البيانات والتصميمات المختلفة، والتسويق والإعلان والطب والعلوم والهندسة والصحافة أيضا.
إذن هذا هو الجانب المضىء والنصل المفيد فى "الذكاء الاصطناعى" والذى دفع الشركات العالمية خاصة الشركات الناشئة إلى إنفاق ما يقرب من 98 مليار دولار فى العام الجارى على هذا التطور.
لكن يبقى السؤال .. أين الخوف والرعب من الذكاء الاصطناعى ؟
هناك خوف حقيقى بالفعل لكنه الخوف من ازدياد معدلات البطالة واختفاء العشرات من الوظائف فى مجالات عملية كثيرة وتصبح البشرية مهددة فى "لقمة العيش والرزق".
وهل هناك رعب أكبر منه سوف يأتى؟ الإجابة بيد من سوف يدفعه "الطموح الشرير" إلى جعل الذكاء الاصطناعى يتفوق على البشر فى كل شىء مثلما فعل "بجماليون" الذى بث من روحه فى تمثاله.