أيام ونستقبل عيد الأضحى المبارك – بإذن الله تعالى – والكل يتمنى أن يفرح، لكن كيف نفرح وكيف نستعد؟.. هل نستعد له باللحوم وباللبس الجديد وبغسل ونظافة المنزل، وبالتخطيط للتنزه في الحدائق أو المتنزهات فحسب؟.. اعتقادى أن الأهم من هذا كله أن نستعد بأشياء أخرى، وإن كنت لا أنكر على أحد أن يفرح كما يشاء طالما يستطيع ويلتزم بالضوابط الأخلاقية في احتفاله وفرحه.
لك أن تتخيل – عزيزى القارئ – عظمة أن تستعد بالتصالح مع نفسك ومراجعة حساباتك في أن تعود للبساطة وأن تبعد عن تقليعات الرفاهية، وقتها سيكون هدفك إحياء شريعة الله، ولّم شمّل الأسرة، وصلة الرحم، وعودة الابتسامة على وجوه كل من تراه أو يعيش معك مهما كان الخلاف أو الاختلاف.. !
ولك أن تتخيل – عزيزى – جمال الرضا بما لديك دون أن تُكلّف نفسك ما لا تستيطع، فتفرح وتحتفل مؤمنا بأن الإنسان ما عليه إلا السعي والاجتها قدر استطاعته، لكن عليه أن يتيقن بأن على الله النتائج، وأنه مَحكوم بقدر مَكتوب سَلفاً فيطمئن قلبه ويرضى بما قسمه الله له.. !
وما أجمل – عزيزى .. أن تستعد للعيد بأن تتخلص من مشاعر لا تعرف إلا لغة الأرقام والأشياء، وأن ندربها على المحبة والود والرضا والقبول، حتى لا ننزع البهجة والبسمة من على وجوهنا، ولا تجف الرحمة والمودة من قلوبنا ولا نحرم أنفسنا من السعادة الحقيقية..
نهاية .. اعلم – عزيزى – أن احتفالك بالعيد عبادة لله تعالى، والله لا يحب وجوها مزيفة وفرحة كاذبة، فجمال الوجود ليس فى اكتناز القناطير المقنطرة من الأموال، إنما جمالها يكمن فى نظرة امتنان وصلة رحم ونشر محبة ومودة، وفى صبر جميل، وفى حرص على التخلص من الأحقاد والضغائن والأطماع.. فلو استعدينا لعيدنا بهذا فيكون الاحتفال أعظم احتفال، والحياة مثل السماء الصافية تشرق شمسها نهاراً وتبرق نجومها ليلا .. وكل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير وفى أمان ورخاء..