رمى الجمرات والذنوب

حالة من السعادة والفرحة ارتسمت على وجوه الحجاج، رأيتها وهم يرمون إبليس بالجمرات في مشعر منى، ربما تكمن هذه السعادة في كونهم، أرادوا بقصد وبقوة ليس رمي الشيطان فحسب، ولكن رمي الذنوب، والتأكيد على عدم العودة لها مرة أخرى، واستبدالها بالتسامح والتراحم والمحبة، واخلاص النية لله. هنا.. دموع صادقة، غير مصطنعة، تزرف من العيون، بنية خالصة أن يتجردوا من ذنوبهم وشيطانهم الأشر الذي يوسوس لهم بالشر. بحالة من الفرح يرمي الحجاج الجمرات، ابتداء بجمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، ثم يرمى الحجيج الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصيات لكل منها، فى اليوم الخميس الحادى عشر، وكذلك غدا الجمعة الثانى عشر من ذى الحجة . والحصى التى يجمعها الحاج لرمى الجمرات ذات مواصفات معينة فى حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث . جمرة مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التى ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ فالجَمَراتُ والجِمارُ هى الحَصياتُ التى يرمى بها فى الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمى الجمار هنالك . وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال:" أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ، والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهى ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ، والجَمْرَةُ: الحصاة، و التَّجْمِيرُ رمْى الجِمارِ. وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمى جَمْرَةً لأَنها تُرْمى بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التى ترمى بها من الجَمْرَة، وهى اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع، ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه". والجمرات الثالث فى منى هى عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التى ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247 مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو 200 مترا . أما الأحواض التى حول الأعمدة فإنها بنيت لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى فى مكان واحد، وتواصلت الدراسات والجهود فى تطوير جسر الجمرات ، حيث تمت توسعته أكثر من مرة ، ويتكون من أربع طوابق بمخارج متعددة يراعى حركة الحجيج ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة فحقق النجاح بتيسير رمى الجمار لملايين الحجاج. الرمي ليس مقصورا على الحجاج، ولكنه مطلوب من الجميع - أنا وأنت - نرمي الشيطان معنويا ونطلقه، ونبتعد عن وسوسته وشروره، حتى يسود بيننا المحبة والرحمة والتسامح.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;