أكتُب هذه الكلمات وأنا فى الأراضي المقدسة، أُؤدى فريضة الحج، وأنا أدعو الله _ عز وجل _ أن يوفِق بلدى "مصر" لما فيه الخير لنا، ويجعل أُمتنا العربية تعيش فى خير وأمان وسلام، أكتب هذه الكلمات وأنا مُتجردة من أيه أهداف شخصية أو أيه مآرب خاصة، لكنى أكتب وأنا مؤمنة بأن الاعتراف بالحق فضيلة، وأن ما شاهدته وعايشته طوال أيام الحج يستحق أن أنقله بكل حياد وبكل إنصاف، وبكل أمانة.
أكتُب عن الواقع بدون مُقدِمات، وبلا مُجاملة، وبيقين واضح المعالم، وبتأكيدات لا تحتمل التشكيك، أكتُب بعد ما شاهدته من مجهودات جبارة بذلتها السلطات السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والذي وصل عددهم لأكثر من 1.8 مليون حاج، جاءوا لأداء فريضة الحج وقد وجدوا كل الترحاب فى الأراضي المقدسة، ووجدوا كل شيء مهيأ لاستقبالهم أحسن استقبال، استعدادات مختلفة عن أى عام مضى، والعاهل السعودي يعطى تعليماته بتذليل كل الصعوبات، وتقديم خدمة فوق الممتازة لحجاج بيت الله الحرام، أكتُب لأُشيد بما شاهدته من تطوير شامل فى المملكة فى الخدمات والطرق والتحول الرقمى الذى سهّل كل شيء للحجاج.
منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أُتابِع ما يحدث فى المملكة العربية السعودية، من تنمية حقيقية تحدُث على أرض الواقع ويراها الجميع، تنمية لم تكن تحدُث إلا فى وجود سمو الأمير محمد بن سلمان ولى العهد الذي يتطلع للمستقبل ولا ينظُر للوراء.
فى الفِكِر الاقتصادى يَتَفَوَق ولي العهد على نفسه، والدليل المشروعات العملاقة التى رأيناها فى كل مكان ذهبنا إليه، والدليل أيضاً أن معدل النمو وصل 8.7% نهاية عام 2022، والبطالة وصلت 4.8% وهو أدنى مُعدل فى تاريخ السعودية، ويشهد على ذلك بيان هام صادر من (صندوق النقد الدولى) والصادر منذ ما يقرب من 23 يوما، ووقع البيان فى يدى وقرأته وقمت بتحليله، وأدعو السلطات السعودية للاحتفاء به لأنه بمثابة إشادة بالغة بما حققته السعودية، وقد قال البيان عن الاقتصاد السعودي نصاً: الأسرع نمواً بين اقتصاديات مجموعة العشرين بِفضل قوة الإنتاج النفطي، ونمو الناتج المحلى، وقوة الإيرادات غير النفطية، وتراجع الإنفاق بعد ترشيدها، والتعامل الجيد مع تقلبات أسعار النفط، وإدارة الأصول بطريقة ناجحة وقوة أداء الجهاز المصرفى ودوره فى الحد من المخاطر.
حينما أكتب عن السعودية فأنا أكتب عن دولة شقيقة، تربطنا بها علاقات وطيدة، وأراها تُنَفذ خطة الإصلاح فى ظل (رؤية السعودية 2030) والتى يتبناها سمو الأمير محمد بن سلمان الذى يُدرك جيداً بأن السعودية لابد أن تتقدم للأمام، وتُصبح أقوى مما كانت عليه، لذلك يُدرِك "بن سلمان" أن المنطقة العربية تتعرض لتحديات مُذهلة وغير مسبوقة وعلى الجميع التوحد للتصدى لأيه مُتغيرات فى المنطقة ، ويُدرك _ أيضاً _ بأنه لابد أن يُحقق التوازن فى المعادلة الصعبة بين تحقيق تنمية اقتصادية، وتحقيق الاستقرار السياسي فى عالم يشهد كل يوم تحالفات جديدة وتكتلات جديدة، لذلك نراه يرتبط بعلاقات دبلوماسية مشهود لها مع جميع دول العالم، ويعرِف كيف يتعامل مع المتغيرات التى تطرأ على إقليمنا.
أكتُب عن السعودية وأشيد بمتانة العلاقات بينها وبين مصر ، فالتوافق واضح، والرؤى واحدة، والمصلحة واحدة، والهدف واحد، والمصير مُشترك، فكلمة الرئيس السيسي فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى ( ٢١ مايو ٢٠١٧ ) تؤكد على مدى التوافق فى الأطروحات المشتركة والتناغم فى وجهات النظر المشتركة تجاه قضايا المنطقة، وما شاهدناه فى لقاءات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان يؤكد على عمق العلاقات ، فى هذا الصدد لا أنسي لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السيسي فى شرم الشيخ فى ( ٢٠٢١ )، ولا أنسى زيارة بن سلمان لمصر وحضوره حفل تخرج الكلية الحربية وحضوره _ أيضاً _ مسرحية "سلم نفسك" للمخرج خالد جلال بدار الأوبرا .. وحضور "الرئيس السيسي" قمة جدة وكلمته القوية فيها ولقاءه بالأمير محمد بن سلمان يؤكد على مدى قوة العلاقات الثنائية التى تربط الشقيقين.. ويعتبر لقاء "الرئيس السيسي" بـ "بن سلمان" خلال قمة الميثاق الدولى الذى إستضافته العاصمة الفرنسية باريس من أهم اللقاءات التى جمعتهما خاصة إنهما تناولا معاً مناقشة القضايا العربية والإقليمية المشتركة وقد نالت صورة اللقاء الذى جمع "الرئيس السيسي وبن سلمان" استحسان شديد لدى رواد السوشيال ميديا وحصلت على إعجاب الكثيرين.
وخلال وجودى فى "السعودية" _ الآن _ تعاملت مع وزارة الإعلام السعودية والتى جددت دماءها وطَوّرت تعاملاتها وقامت بدورها على أكمل وجه مع الوفود الإعلامية، لأن من يجلس على قمة وزارة الإعلام السعودية الزميل الكاتب الصحفى الكبير سلمان الدوسرى، الذى سَعدت جداً بتعامله الراقى مع الزملاء الإعلاميين وتوفير كل سُبل الراحة لهم ، فهو الصحفى البارز والذى تولى رئاسة تحرير جريدة الشرق الأوسط العريقة، وله صولات وجولات فى العمل الصحفى والإعلامي.. وأستطيع أن أقول: سيُحقق "سمو الأمير محمد بن سلمان" ما يتمناه للشباب السعودى طالما لديه رجل مُخلص فى وزارة الإعلام وهو الوزير سلمان الدوسرى الذى يعمل على نشر الصورة الإيجابية للسعودية فى أنحاء العالم ويحرص دائماً على التعاون مع الزملاء الإعلاميين.. فاللهم وفق الأشقاء السعوديين.. اللهم آمين.