30 يونيو ومعركة البقاء، عنوان قد يفهمه البعض بمفهومه الثورى والسياسى فحسب، لكن التنمية المستدامة كانت محور مهم وركيزة أساسية في مصر 30 يونيو، فمن ينكر أن 30 يونيو فى ظل محاربتها للإرهاب وتثبيت أركان الدولة وقيادة حرب ضد المتطرفين من أجل البقاء، اعتمدت على التنمية كسلاح مهم وفعال في محاربتها للإرهاب، فالناظر بعد 10 سنوات على 30 يونيو يجد أنه قد تحققت طفرة حقيقية فى مجال البناء والتعمير والزراعة والصناعة وكافة المجالات للارتقاء بالقطاع الاقتصادي وفى حياة المصريين في مناحى الحياة، وذلك من خلال استراتيجية وطنية قائمة على بناء الإنسان والحجر معا.
فهل ينكر أحد أن بعد 10 سنوات على 30 يونيو أصبحنا أمام جمهورية جديدة تشهد العديد من المشروعات القومية الكبرى التي لم تأت من قبيل المصادفة، إنما أتت وما زالت تأتى من قبيل إرادة وعزيمة صادقة للقيادة السياسية، والأخذ بفكر منهجي علمي مكن الحكومة من تحقيق هذه النجاحات، ونموذجا الانتهاء من تطهير أرض الفيروز من الإرهاب، وإنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة بين صناعة وزراعة وتجارة، وتنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى وربط شبه الجزيرة بالدلتا وباقى محافظات الجمهورية، والعمل على جذب الاستثمارات من خلال تشجيع الاستفادة من المقومات الطبيعية، وتعظيم الاستفادة من مقومات السياحة وجذب المزيد من السياح إليها، وإنشاء مشروعات عملاقة جعلت مؤسسات عالمية تشيد بجهود الدولة فى التنمية.
واعتقادى أنه رغم النجاحات المتتالية في قطاع التنمية والمشروعات القومية، إلا أن أهم هذه النجاحات قدرة ونجاح مصر 30 يونيو على زيادة الرقعة المعمورة، لتحسين جودة الحياة في الريف والحضر، عبر تنفيذ مجموعة عملاقة من المشروعات الكبرى، ليصبح لدينا عشرات المدن الجديدة التى تم تنفيذها أو مخطط تنفيذها خلال ثلاث أو أربع سنوات قادمة، ونموذجا على ذلك مدن الجيل الرابع الجارى تنفيذها تتضمن العاصمة الإدارية الجديدة، ومدن المنصورة الجديدة، ورشيد الجديدة، والعلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، ورفح الجديدة، وبئر العبد الجديدة، والجلالة، وامتداد مدينة الشيخ زايد، وتوشكي الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المدن مخطط لها وتنفيذها خلال سنوات قليلة مقبلة ناهيك عن إنشاء شبكة قومية من الطرق، يراها كل من يذهب أو يسير في أي طريق من طرق المحروسة، فيجد أيادي التعمير والبناء والمعدات تعمل ليل نهار،، وكذلك تطوير الموانئ البحرية والبرية والجوية، مثل برنيس وجرجوب، وأبو قير بالإضافة إلى رفع كفاءة كل الموانئ القائمة لتصبح مصر مركز للتجارة العالمية، وكذلك الإنجاز في إنشاء شبكة جديدة من القطارات وخطوط النقل، من خلال، تطوير القائمة، والاتجاه إلى المشروع العملاق القطار الكهربائي، والمونوريل، الذى يربط كل المدن في إقليم القاهرة الكبرى، إلى جانب إنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية باستخدام القطارات الكهربائية فائقة السرعة.
غير أن مصر 30 يونيو وضعت خطة طموحة لاستصلاح الأراضي وزراعتها في العديد من المناطق، وأبرزها مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية، والعمل على استصلاح أكثر من 2.5 مليون فدان، إضافة إلى المشروع الأضخم وهو التحول إلى أنظمة الري الحديث، وبالفعل تم تنفيذ هذا العام أول مليون فدان ضمن هذا المشروع، وكذلك مشروع تبطين الترع.
نهاية .. مصر 30 يونيو عملت على بناء الإنسان والدولة معا، فلم تشغل بالملف الأمنى والإرهاب فقط رغم أهمية ذلك، لكنها حرصت كل الحرص على تحقيق تنمية شاملة في كافة القطاعات والمجالات تشبه فعلا الإعجاز وتؤكد أن هناك رؤية ثاقبة نحو المستقبل وإرادة قوية في البناء والتعمير، رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها الدولة سواء على صعيد الأمن القومى على الحدود أو الأمن القومى المائى أو على صعيد مواجهة الإرهاب..